احتلت زيارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما الأولى للمملكة العربية […]
احتلت زيارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما الأولى للمملكة العربية السعودية في جوان 2009، جزءا من كتابه الجديد “الأرض الموعودة”، حيث تحدث عن لقاء العاهل السعودي الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز وما شاهده في المملكة.
وقال أوباما: “وصلت إلى الرياض حيث كان من المقرر أن ألتقي الملك عبد الله بن عبد العزيز، خادم الحرمين الشريفين، وأقوى زعيم في العالم العربي. لم تطأ قدماي المملكة من قبل، وفي حفل الترحيب الفخم بالمطار، أول ما لاحظته كان الغياب التام للنساء أو الأطفال على المدرج أو صالات المطار، فقط صفوف من الرجال ذوي الشوارب السوداء بالزي العسكري أو الثوب والغترة”.
وأضاف: “كنت أتوقع الكثير من ذلك بالطبع، فهذه هي الطريقة التي تتم بها الأشياء في الخليج. ولكن كنت لا أزال مندهشا من مدى القمع والحزن الذي يشعر به هذا المكان المنفصل، كما لو أنني دخلت فجأة عالما تلاشت فيه كل الألوان”.
وأشار أوباما إلى أنه انتقل مع فريقه للإقامة في مزرعة الملك عبد الله خارج الرياض، لكنه تحفظ على تسميتها مزرعة بعدما شاهدها، وقال: “مع أراضيها الشاسعة والفيلات المتعددة المزودة بالثريات الكريستالية والمفروشات الناعمة والأدوات الصحية المطلية بالذهب، بدا مجمع الملك عبد الله أكثر شبها بفندق فورسيزونز وكأنه سقط في وسط الصحراء”.
وأضاف أوباما: “الملك نفسه رحب بي بحرارة عند مدخل ما بدا أنه مقر الإقامة الرئيسي في المجمع. كان الملك في حالة مزاجية جيدة فيذلك اليوم، وقام السفير السعودي في واشنطن آنذاك عادل الجبير بدور المترجم، واستذكر الملك باعتزاز لقاء عام 1945 بين والده وروزفلت على متن السفينة يو إس إس كوينسي، وأكد على التقدير الكبير للتحالف بين الولايات المتحدة والسعودية، ووصف شعوره بالرضا عند رؤيتي رئيسا منتخبا”.
وتابع أوباما بالقول: “وافق الملك على فكرة خطابي المرتقب في القاهرة، مؤكدا أن الإسلام دين سلام ومشيرا إلى العمل الذي قام به شخصيا لتعزيز الحوار بين الأديان.
وأكد لي أيضا أن المملكة ستنسق مع مستشاري الاقتصاديين للتأكد من أن أسعار النفط لن تعرقل التعافي من الأزمة المالية العالمية”.
وأوضح أوباما أن التوافق لم يكن موجودا في بعض الملفات، وقال: “لم يقدم الملك التزاما وكان حذرا من الجدل المحتمل عندما تعلق الأمر باثنين من طلباتي المحددة، وهما أن تدرس المملكة وأعضاء آخرون في جامعة الدول العربية اتخاذ بادرة نحو إسرائيل قد تساعد في إطلاق محادثات السلام مع الفلسطينيين، وأن تناقش فرقنا إمكانية نقل بعض السجناء من غوانتانامو إلى مراكز إعادة التأهيل بالسعودية”.
وأضاف أوباما: “خفت حدة الحديث خلال مأدبة الظهيرة التي أقامها الملك لوفدنا. لقد كانت فخمة جدا، كأنها من قصص الخيال.
طاولة طولها 50 قدما (15.24 متر) مليئة بالحملان الكاملة المشوية وأكوام من الارز بالزعفران وكل أنواع الأطباق التقليدية والغربية. من بين 60 شخصا، كانت مديرة جدولي أليسا ماستروموناكو وكبيرة المستشارين فاليري غاريت اثنتين من ثلاث نساء فقط حاضرات.
وبدت أليسا مبتهجة بما يكفي وهي تتحدث مع المسؤولين السعوديين عبر الطاولة، رغم أنه كان لديها بعض المشاكل على ما يبدو في الحفاظ على الحجاب الذي كانت ترتديه من السقوط في وعاء الحساء”.
وتطرق أوباما إلى حديث أسري جمعه بالملك عبد الله، وقال: “سألني الملك عن عائلتي، وشرحت كيف تتأقلم ميشيل والفتاتان على الحياة في البيت الأبيض.
وأوضح لي أنه كان لديه 12 زوجة (لسن سويا في الوقت نفسه)- تقارير إخبارية ذكرت أن عدد الزوجات يقترب من 30 زوجة والأبناء 40 وعشرات الأحفاد- وقلت له آمل ألا تمانع في أن أسألك، جلالة الملك، كيف يمكنك مجاراة 12 زوجة؟ فقال وهو يهز رأسه بضجر: بشكل سيء للغاية، واحدة منهن دائما غيورة من الآخرين. إنه وضع أكثر تعقيدا من سياسات الشرق الأوسط”.