أعلن الاتحاد العام التونسي للشغل عن تجنّده مع كلّ القوى […]
أعلن الاتحاد العام التونسي للشغل عن تجنّده مع كلّ القوى الوطنية للتصدّي بكلّ الأشكال لاستخدام تراب تونس منطلقا للتدخل الأمريكي أو التركي أو غيره في ليبيا حيث عبر في بيان أصدره اليوم عن “تسخير كلّ قواه وكافّة أشكال الضغط لمنع جرّ تونس إلى مستنقع المحاور مطالبا السلطات بمختلف مستوياتها واختصاصاتها بالالتزام بموقف رفض الاصطفاف والنأي بالبلاد عن التورّط في تدمير الشقيقة ليبيا وتقتيل شعبها”.
وجاء في البيان ما يلي :
“تصاعد الأحداث في الشقيقة ليبيا بعد ما يقارب 10 سنوات من الاقتتال والتدخّل الأجنبي واستباحة أرواح أبنائها وثرواتها، وقد أصبح الوضع أكثر خطورة بعد التدخّل المباشر لعدد من الدول وبعد نقل الآلاف من الإرهابيين الذين منيوا بأشنع الهزائم في سوريا الشقيقة لتحويل المواجهة بين الدول الإمبريالية بمحاورها المختلفة من الجبهة السورية إلى الجبهة الليبية ومنها إلى جبهات أخرى في إفريقيا لتقاسم مواقع النفوذ والهيمنة على الثروات وخاصّة منها النفط والغاز والأورانيوم، ومن الطبيعي أن ينعكس هذا الوضع المتفجّر على تونس ليشكّل ذلك تهديدا مباشرا على جميع الأصعدة السيادية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية.
وقد تفاقمت التهديدات بتورّط جهات سياسية تونسية في دعم هذا الطرف أو ذاك وبعد البيانات والتصريحات لقيادة القوات الأمريكية أفريكوم والتي كشفت عن خطّة لاستخدام الأراضي التونسية لدخول الولايات المتحدة الأمريكية الصراع الليبي مباشرة، وإنّ المكتب التنفيذي الوطني للاتحاد العام التونسي للشغل وهو يتابع منذ مدّة طويلة هذا الوضع الخطير وتناسقا مع ما أصدرته سلطات القرار في الاتحاد من مواقف فإنّه يجدّد:
رفض أيّ تدخّل أجنبي في ليبيا واعتباره احتلالا مباشرا، والدعوة إلى وجوب فرض حلّ ليبي ليبي للأزمة عن طريق حوار يسبق بإيقاف كل أشكال الحسم المسلح.
تجنّد الاتحاد مع كلّ القوى الوطنية للتصدّي بكلّ الأشكال لاستخدام تراب بلادنا منطلقا للتدخل الأمريكي أو التركي أو غيره في ليبيا.
تسخير كلّ قواه وكافّة أشكال الضغط لمنع جرّ تونس إلى مستنقع المحاور ومطالبة السلطات بمختلف مستوياتها واختصاصاتها بالالتزام بموقف رفض الاصطفاف والنأي بالبلاد عن التورّط في تدمير الشقيقة ليبيا وتقتيل شعبها.
دعوة رئيس الجمهورية ونوّاب الشعب الوطنيين إلى تقديم مبادرة قانونية تمنع أيّ طرف مهما كان موقعه وقوّته من جرّ تونس إلى الاصطفاف وراء الأحلاف والتي تصبّ جميعها ضدّ مصلحة تونس وضدّ مصلحة أشقّائنا في ليبيا وشعوبنا في المنطقة العربية.
مطالبة السلطات التونسية وخصوصا رئيس الجمهورية المخوّل دستوريا للتعبير عن الموقف الوطني، باتّخاذ كلّ الإجراءات الأمنية والحمائية والسيادية لحماية حدودنا ومنع تنقّل الإرهابيين من ليبيا وإليها وعدم تكرار التجربة الإجرامية للتسفير التي أودت بالآلاف من شبابنا إلى محارق الموت والإرهاب.”
وكانت القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا “أفريكوم”، قد كشفت في بيان لها اول امس الجمعة عن إمكانية استخدام لواء المساعدة الامنية في الأراضي التونسية في علاقة بتطور الصراع العسكري في ليبيا وقد اوضحت سفارة الولايات المتحدة الأمريكية بتونس، السبت، أن “لواء المساعدة للقوات الأمنية” الذي ذُكر في البلاغ الصحفي للقيادة العسكرية بشمال إفريقيا، “يُقصد به وحدة تدريب صغيرة وهي جزء من برنامج المساعدة العسكرية”، مشيرة إلى أن “اللواء المعني لا يُقصد به، بأي حال من الأحوال، قوات عسكرية مقاتلة”.
وكانت وزارة الدفاع الوطني، ذكرت في بلاغ أصدرته اول امس ايضا ، أن وزير الدفاع، عماد الحزقي، أجرى مكالمة هاتفية مع قائد القيادة العسكرية الأمريكية بإفريقيا “أفريكوم”، الجنرال ستيفان تاونساند، محورها “التعاون العسكري بين البلدين وسبل تدعيمه”. وأضافت الوزارة أنه تم الاتفاق بين الجانبين على “إعادة برمجة الأنشطة الثنائية، بما فيها التمارين المشتركة والتي تأجل تنفيذها بسبب الوضع الاستثنائي الصحي”.