تونس الآن
كانت الأضحية، دوما، ضيفا استثنائيّا في البيت، يترقبه الأطفال بفارغ الصبر أشهرا طويلة قبل العيد، ويعاني من غيابه البعض الآخر بعد الذبح لأيّام تطول هي الأخرى على كلّ طفل ميّال إلى الارتباط العاطفي السريع.
كم طفل بكى يوم العيد حين سال دم الأضحية، ثمّ انزوى في ركن ينتحب باكيا صديقا عزيزا خطفوه من بين يديه؟ يحدث هذا لدى أبناء القاطنين بالمناطق الحضرية على عكس أبناء الريف المخالطين للماشية على مدى العام. وقد يقرّر بعض الطفال الإضراب عن أكل لحم الصديق “المغدور”، ويحمّل الوادين مسؤولية “الجريمة” المرتكبة…
لذلك، ينصح أطباء علم نفس الطفل الآباء بمنع الأطفال من الارتباط العاطفي اللصيق مع الأضحية، خصوصا إذا طالت إقامته بالبيت، وواظب الطفل على مقاسمة الصديق اللطيف لمجته أو قطعة الحلوى أو الفاكهة.
الحل يكون عادة بتوضيح المسألة للطفل منذ البداية، أو إحضار الأضحية إلى البيت قبل يوم النحر بساعات إن أمكن حتى لا يتورّط الطفل معها في علاقة عاطفية قادرة على التطوّر سريعا.
ناجي عباسي