تونس الآن
تداول روّاد التواصل الاجتماعي هذه الأيام نسخة من مضمون الولادة لأحد المواطنين تضمن التأكيد على أنّ المواطن هو من قام بتسجيل نفسه بنفسه في دفاتر الحالة المدنية.
وأعرب التونسيون عن استغرابهم من هذا التنصيص معتبرين أنه خطأ كان ينبغي إصلاحه من قبل القائمين على وثائق الحالة المدنية وهو ما أحدث زوبعة في الفايسبوك.
الأمر الذي لم يتفطّن إليه أغلب المعلقين على الصورة المتداولة هو تاريخ الإعلام الرابع من فيفري من سنة 1959 أي أن صاحب مضمون الولادة قام بالاعلام عن ولادته آنذاك في وقت خرجت فيه تونس من أتون الاستعمار وكانت أغلب العائلات تتجنب الاعلام عن الولادات لديها وتختار عدم تسجيل أبنائها حتى لا يكونوا عرضة للتجنيد القسري وهؤلاء لم يسجلو عن وعي.
تونسيون آخرون لم تكن متوفرة لديهم أية خدمات إدارية زمن الاستعمار وكان التسجيل يتم عبر إعلام “شيخ التراب” عند اللقاء به والذي قد يكون بعد سنوات أحيانا لذلك كان أغلب أجدادنا مسجلين بتواريخ لا تمت بصلة لتاريخ ولادتهم الأصلي حتى أن بعضهم قام بتسجيل نفسه بعد 1956 إبان تركيز الإدارة التونسية، ويمكن من خلال الاطلاع على مضامين كبار السن الوقوف على عدد ليس بقليل ممن تم التنصيص فيها على أن المولود قام بتسجيل نفسه بنفسه..
وفي تلك الفترة قامت الإدارة التونسية بحملات لتسجيل أغلب المواطنين في دفاتر الحالة المدنية.