وطنية: يبدو ان عدوى التصدعات والانشقاقات في تونس لم تعد تطال فقط الاحزاب ، اذ انتقلت العدوى الى المنظمات.
تونس الان:
يبدو ان عدوى التصدعات والانشقاقات في تونس لم تعد تطال فقط الاحزاب ، اذ انتقلت العدوى الى المنظمات.
فقد انطلقت التصدعات داخل المنظمات باتحاد الشغل في السنوات المنقضية ادت الى خروج قسم كبير من قيادات اتحاد الشغل على رأسهم محمد علي البوغديري ، لتطال مؤخرا الاتحاد الوطني للمرأة التونسية والذي شهد بعض المطبات رغم انجاز مؤتمره وانتخاب قيادة جديدة برئاسة راضية الجربي مرة اخرى.
اخر بوادر التصدعات داخل المنظمات برزت صلب الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان ، واستنتجنا ذلك من تصريح شوقي الحلفاوي رئيس فرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان بنابل اليوم الاثنين 11 ديسمبر 2023 والذي كشف ان 5 فروع اصدرت بيانا استنكرت فيه تعاطي الهيئة المديرة الحالية للرابطة مع مأساة الفلسطينيين في غزة داعيا اياها الى تنظيم مجلس وطني لتصحيح المسار مطالبا باعادة النظر في علاقة الرابطة ببعض المنظمات التي ادانت عملية طوفان الاقصى او على الاقل سوت بين الضحية والجلاد في حرب غزة.
وقال الحلفاوي في مداخلة على اذاعة “شمس اف ام” :” توجهنا بدعوة ولم ندن اي احد ونحن ندرك ان منظومة حقوق الانسان الكونية الان في مأزق وان المنظمات الدولية في مأزق وانزيف الادعاء الغربي بكونية حقوق الانسان للجميع انكشف واليوم هناك دعوة لرؤية جديدة وللمراجعة فالمنظمات الحقيقية والانسانية والحقوقية تدعو الى التحرك وممثل المفوضية السامية لحقوق الانسان استقال بالذات من اجل هذا والتركيز اليوم على الحقوق الفردية داخل مجتمعنا رغم اهميتها وخلطها بشعارات جوفاء مع القضية الفلسطينية فهذا يعتبر ادارة ظهر وتمييع للقضية ولدماء الشهداء فاليوم هذا موضوع عالمي ولا يعقل الا يكون ضمن جدول اعمال الرابطة غير هذا الموضوع واليوم هناك دعوة لاضراب عالمي من اجل غزة فاين المنظمة واين المحامين واين اتحاد الشغل من كل هذا؟ …هناك الكثير من الارتباك هذا دون ان نقلل من حجم دورها الوطني …”
واضاف ” المنظمات الشريكة سواء كانت كندية او المانية او امريكية وغيرها هي منظمات وجمعيات ممثلة لاحزاب في الحكم بعدد من البلدان وتعمل على نشر برامج وخطط ما تراه تلك الاحزاب …ونحن نطالب باعادة النظر في علاقتنا بالمنظمات التي ادانت عملية طوفان الاقصى او على الاقل سوّت بين الضحية والجلاد في حرب غزة وهذه هي دعوتنا ونحن قلنا ان الحقوق الفردية وحقوق المساجين على عيننا ورأسنا .”
ودعا رئيس فرع الرابطة بنابل شوقي الحلفاوي، رئيس الرابطة والهيئة المديرة إلى تنظيم مجلس وطني دون تشريك أطراف سياسة وحزبية وبأشخاص مستقلين عن وعن المنظمات الممولة السلطة.
وشدد الحلفاوي على أهمية وحدة الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، وطالب بتصحيح المسار في علاقة بالمشاكل الوطنية والعالمية العاجلة.
يشار الى ان 5 فروع للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان هي فروع نابل ومنوبة ومدنين وصفاقس الشمالية والمتلوي كانت قد اصدرت بيانا استنكرت فيه تعاطي الهيئة المديرة مع مأساة الفلسطينيين في غزة داعية الى العودة الى “الموقف الرابطي المبدئي”.