عبد الرؤوف بوفتح-تونس منذ ان تداولت وسائل الاعلام خبر اتفاق […]
عبد الرؤوف بوفتح-تونس
منذ ان تداولت وسائل الاعلام خبر اتفاق دولة الامارات العربية المتحدة والكيان الاسرائيلي المحتل بشان تطبيع العلاقات الديبلوماسية والاقتصادية والتجارية السياحية وغيرها بشكل علني ومباشر..
وذلك تحت غطاء وعد نتانياهو الصهيوني بالتوقف عن ضم المزيد من الاراضي الفلسطينية بالضفة الغربية.. وهي خديعة ومزايدة حقيرة باستعمال القضية الفلسطينية، وكما اعتاد عليه الحكام العرب من كذب وبهتان ودهاء منذ نكبة 1948..كلما اجبروا على الهرولة الى اليهود وطلب ودهم ورضاهم غصبا عنهم..
اقول ،، منذ صدمة ذاك الخبر ..تسارعت الاسئلة المضحكة الى مخيلتي..لعل ابرزها هو سؤال بديهي وساذج ايضا هو :
– هل الامارات العربية المتحدة التي لا تتجاوز مساحتها 83 الف كلم مربع ، وعدد سكانها بالكاد ثلاثة ملايين نَسَمة.. هي دولة عظمى حقا وتمثل ثقلا رئيسيا وقلبا نابضا في الجسد العربي من المحيط الى الخليج بل هي مفتاح شفرة الصراع العربي اليهودي.. وهل من مصلحة هذا الكيان احتواءها والسعي بكل الطرق والوسائل الى الهرولة نحوها لضرب عشرين عصفورا بنفخة واحدة وليست حجرة على الاقل.. ثم ما قيمة عملية التطبيع هذه التي قصمت بها دفعة واحدة، ما تبقى في ظهر الجسد الفلسطيني المغدور به ودون علمه ورضاه ودون موافقة الجامعة العربية ، وحتى مجلس التعاون الخليجي التي هي من مؤسسيه البارزين بل تُعدّ من ابرز اجنحته وركائزه التي لا يمكن الاستغناء عنها ..
– انّ المتتبع العربي وغير العربي، لمهازل الانظمة العربية منذ انتشار وباء الربيع العربي المزعوم قبل جائحة الكورونا.. يلاحظ دون عناء كيف بدأت تتأكل وتنهار مقومات هذه الانظمة ..إمّا عن طريق اشعال فتن الحروب الاهلية السخيفة..عبر داعش وكل مزاريبها المتوحشة ، او عبر توريط البعض منها في حروب لا طائل من ورائها ، وافلاس خزائنها واستنزاف ثراواتها..او بواسطة التهديد والوعيد والابتزاز..وخلق اعداء وهميين لها حتى لا تخلع عنها جبة التبعية والطاعة العمياء..وبالتالي إنْهَاكها اقتصاديا على المدى المنظور على الاقل..
ثم..وبعد ان حققت امريكا واليهود بالخصوص ما خططوا له منذ عقود..وبعد ان سقطت الفريسة او كادت واصبحت لا حول لها ولا قوة..انقضوا عليها بكل متعة وحقد دفين دون مقاومة ولا حتى صراخ..
– كلا..يا سادتي..ان الامارات ، وكما تبينه تسميتها ، ليست بدولة او قوة ضاربة عظمى حتى تتسابق اليها قطعان اليهود خوفا ورهبة..بل هي القماش الذي عَرّى بقية التمثال ، والجسر الذي اقيم للعبور الى بقية دول الخليج واحواض النفط والغنائم والسبايا والخيرات.. بل هي الرشفة الاولى التي سوف تزيل الحشمة عن بقية قطيع الحكام العرب..مشرقا ومغربا..وقريبا جدا.. بَدَل ان يظلوا في ممارسة خديعتهم ودعارتهم تحت الطاولة.. وخلف الستار وكما يقول معروف الرصافي :
الا يخدعنّك هتاف القوم بالوطن
فالقوم في السرّ، غير القوم في العلن..
– إنّ تلك المقولة القاتلة لجمال عبد الناصر التي بشر بها امته وهو يَهْدر وقتها مثل الجَمل بانه سوف يرمي باليهود في البحر.. اظنه كان صادقا جدا..والى ابعد حد..غير ان الحياء والماء والملح وسذاجة العشيرة وروابط الدم والتراب..كلها – ربما- قد منعته من قولها صراحة..بان اليهود هم قادمون ليلقوا بنا نحن في البحر وليس هُم ، آجلا ام عاجلا..
فتهيؤوا لكل هذه الاملاح.. يا معشر الاوس والخزرج والعرب الاعاربة والبربر والقرامطة والامازيغ وكل مخلفات عمر بن الخطاب وخالد بن الوليد وعمرو بن العاص ، وعقبة بن نافع وطارق بن زياد وموسى بن نصير..
– أمّا قبل :
ها انا اقفز بسرعة..لأسال نفسي ضاحكا مرة اخرى :
– كيف سوف يتصرف سيادة الرئيس ” قيس سعيد” بعد ان خاض الانتخابات الرئاسية وفاز بها باغلبية ساحقا ممتشقا سيف ” لا للتطبيع مع الكيان الصهيوني”.. ” ” لا .. لخيانة فلسطين..”
وكيف سيُعدّل سَرْج حصانه بعد ان بانت الظهور الحَدْباء ،، وسِيقَ جميع مناصريه الى اصطبلات اليهود.. ولم تَبْق غير أثَافي القوافل في قبضة الرمال والريح..!
– أليست تونس ضمن هذا القطيع العربي السائب..ياااسادتي.