لا تصدّقوا العرب حين يتحدّثون عن الحب..هم يبنون قصورا من […]
لا تصدّقوا العرب حين يتحدّثون عن الحب..هم يبنون قصورا من الّرمل ، غير ان قلوبهم تظل دائما تأسرها الاطلال والخرائب.. ورَجْع القوافل والصدى.
الحب عندنا ، هو أكثر التفاصيل فزعا وبُهتانا ، بقايا الغبار على حروف النّافذة ،، الصُّحف التي تحتلّ غرفة النّوم..والكتب التي تنام بيننا عندما نحلم.. السرير البارد قبل أن نسْكنه..الأغطية النّظيفة وسائر الرّوائح والألوان التي تجمعنا… العادات السّيئة ،، فوضى الأدراج.. الساحات الخالية… القمصان البالية…والكثير من أحلام القطن.
والحب فراق الحمام .. وهدايا لا تصل في وقتها… تجده بين الكؤوس والصّحون على رفوف المطبخ..أو تنسى بقايا ارتعاشة في جيب السّترة التي بدّلْتها يوم أمس…..إنه كالمسامير النّاتئة من الكراسي يلاحقك.. كشقوق الغرف القديمة , وهو مجموعة من الأسرار المشتعلة واللهفة
المستورة…وهو عطش لا ترويه نساء الأرض…. أو آمرأة تكتفي من الحياة بفكْرة وصورة رجل يمرح في البال…!
-.. نحن : لا حبّ في اعيادنا
لا حب في قلوبنا
لا حب في عيوننا
لا حب في أوطاننا..
– نحن ندْهش للغريب حين يكتب عن لوعة وقدسية الحب ، بل نقتلع حروفه ولوعته ومشاعره لنذيعها في ذائقة الناس من حولنا ، ونوهم الجميع اننا نحب ايضا، ونتشبه بحرقة العُشّاق منذ قبل”نيكماد” في ملحمة “٠جلجامش” وألاعيب شهرزاد.. وفي حقيقة الميدان نرفع الاظافر في وجوه بعضنا بل المناجل والصراخ..
– نحن : حين تقول لامراة : احبكّ يا بنت..تضحك لغبائك وحمقك وبَلَهِ الذين خلّفوك..وتعدّ لك من خلفك رصاص الخنازير..
– الحب عندنا نحسبه مضيعة للوقت لانه مبيد للقبح ، ويؤسس للجمال..
والحب عند نساء العرب كالماء في الغربال..
وعند الرجال كذبة الغراب..
لم يكذب علينا شعراء الجاهلية ابدا..وهم يبكون بعد فوات الاوان عند اوتاد الخيام وآثار المواقد ، وعلى الاطلال.. بعد ان خلّفتهم القوافل.. ولم يحضنوا غير الخراب..واوهام تذروها الرياح بين الأثافي..
– لا تصدقوا العرب.. حين يتحدثون عن الحب..!
بقلم عبد الرؤوف بوفتح