بقلم : عبد الرؤوف بوفتح كثير من “الافّاقين”..يرون بل يعتقدون […]
بقلم : عبد الرؤوف بوفتح
كثير من “الافّاقين”..يرون بل يعتقدون – جهلا وتعصّبا- ان الشريحة الاكبر من الشعب التونسي،، حين لَفَظوا حزب ” النهضة ” براياته الاخوانية الزئبقيةالماكرة”.. هم على خلفية عقائدية/دينية بالاساس. وهي مغالطة بائسة لانفسهم..ولاتباعهم المُغرّر بهم.. بعد ان احترقت خيوطها نهائيا.
– فالتوانسة..لا تهمهم أصلا الخلفيات او الاديولجويات السياسية مهما كان لونها وبريقها .. يقدر ما يهمهم اصلاح حالهم وحال بلدهم بايسر الادوات ، وباصدق العزائم وأقصر السبل حتى ولو حكمهم أَبْكم.
ومما زاد في نقمة اغلب الشرائح على هذه العصابة..انها تتاجر بالدين..واستمرت في استبلاه وخداع هذا الشعب المثقف الذكي الطيب طيلة عشر سنوات كاملة..دون خجل او توقف.. وبدل ان ترد الجميل لشباب انتفض من أجل حريته وكرامته وتشاركه في اعادة صياغة جديدة وشفّافة ومشرقة وواعدة لنهضة وازدهار بلادنا في المجالات كافة..باعتباره جيل المستقبل وحامل مفاتيحها.. عمدت الى ازاحته..وانكار تضحياته..ودماء الشهداء الذين ضحوا في سبيل الوطن.. بل واصلت في تهميشه وتجاهله..ورفسه والزج به في غياهب الحيرةوالفقر..واليأس.
غير صحيح ان هؤلاء الذين امتشقوا راية الامر بالمعروف والنهي عن المنكر.. واقامة العدل واشاعة الطمانية والمساواة والرفاهة والكرامة والحكم الرشيد في كل شبر من بلادنا.. تحت غطاء الاسلام وكانّ بنا كنا في كُفر قريش. هم لا يعرفون ان تونس بعد غزوات عقبة بن نافع..هي تونس مالكية “ابن زياد ” .. والامام سحنون… منذ قرون وغيرهم من تلامذة “مالك بن انس ” رأسا..و ان جامع الزيتونة المعمور ظل..منارة للهدي..والفقه وعلم الحديث والوسطية من القيروان وحتى قرطبة. قبل جامع الازهر بمصر.. وقبل جامع القروين بالمغرب. لقد كانوا يصنعون لنا الوهم ، ويبتكرون لنا الخديعة ، ويبيعون لنا ماء كوثر ومراقد الحُور العين..ويرمون بشبابنا الى حيتان البحر ، والحروب السخيفة الطاحنة ..ليتمدد عرش ديكتاتور او امير او سلطان هنا.. وهناك.
– وبعد: مرّت إمرأة بجانب رجل يشكو اضطرابا ذهنيا ، وبيده “عود” يرسم به على الأرض. شفق قلبها عليه وسألته: ماذا تفعل هنا ..؟ قال: أرسم الجنة وأقسّمها إلى أجزاء فابتسمت.. وقالت له: – هل يمكن أن آخذ قطعة منها.. ؟ وكم ثمنها ؟ نظر إليها وقال : نعم.. القطعه بعشرين دينارا.. -أعطت المرأة الرجل 20 دينارا وبعض الطعام وانصرفت …! ** حكاية اعرفها منذ سنوات..تذكرتها الان ، وقد تملكني انقباض شديد كانّه غيم من نحاس. لقد فعلوا بتونس وبأهلها..اعظم من هذا المريض..باعونا الوهم.. ليس بعشرين دينارا للمتر الواحد .. بل كادوا يغتصبون الارض وينتهكون العرض.
ان الذي فعله الرئيس” قيس سعيد” في اللحظات الاخيرة..اعتقد انه انقذ ” راشد الغنوشي” وسَدَنته من محرقة كانت – نقمة وصراخ وغضب وانتفاضة الالاف ممن خرجوا الى شولرع عبر مختلف محافظات الجمهورية – لو استمرت ليومين اخرين،، كانت سوف تتجه الى قصورهم وجحورهم ثم تأتي على الاخضر واليابس فيهم .. في نهاية المطاف. اعتقد ان الرئيس.. اطفأ هذا الحريق… وأخمد بركانا لا أحد كان يعرف مدى اتساع فوهته، وقوته وانهار النار التي سوف تسيل. واعتقد ايضا..ان ” قيس سعيد” لن يستطيع هو ومن يقف خلفه وامامه..ان يضحك مرة اخرى على التونسيين.. وان يتجرأ على اعادة سبناريو العبث والفشل والفوضى لتونس الجميلة. لا روما ، ولا نار ” نيرون” ..ولا يستطيع اي مخلوق ان يتلذذ بحرائق تونس بعد الان. – واعجبي كيف حكمنا اصحاب هذا الاضطراب النفسي طيلة عشرية كاملة.؟