على وقع تصاعد التوتر في المنطقة وسط الهجمات العديدة التي استهدفت قواعد عسكرية تضم قوات أميركية سواء في العراق أو سوريا، أطل زعيم التيار الصدري في العراق مقتدى الصدر الذي أعلن سابقا اعتزاله السياسة.
وحذر الحكومة العراقية والبرلمان على السواء، داعيا إياهما إلى التصويت على إغلاق السفارة الأميركية في بغداد، نظرا “للدعم الأميركي اللامحدود للإسرائيليين ضد غزة”، حسب قوله.
كما قال في بيان نشر على حساباته في مواقع التواصل، اليوم الجمعة: “إن لم تستجب الحكومة والبرلمان فلنا موقف آخر سنعلنه لاحقا”.
أتى ذلك، بعدما تجمع المئات من أنصار الفصائل العراقية شبه العسكرية المدعومة من إيران قبل أيام، عند المعبر الحدودي الرئيسي بين العراق والأردن للتعبير عن تضامنهم مع غزة، والدعوة إلى إنهاء الحصار الإسرائيلي.
وكان نحو 800 من أنصار قوات الحشد الشعبي، وهي جماعة تنضوي تحت لوائها فصائل معظمها شيعية، قد غادروا بغداد، الأسبوع الماضي، في حافلات متجهة إلى المعبر الحدودي مع الأردن في محافظة الأنبار الواقعة في غرب العراق، لاسيما أن الحدود الأردنية تمثل أقرب نقطة من العراق إلى الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل.
كما جاءت تلك التصريحات بعدما أعلن البنتاغون أنه سيرسل ما يقارب 900 جندي إصافي إلى المنطقة لتعزيز أمن قواته التي تعرضت لـ 12 هجوما على الأقل في العراق، و4 في سوريا خلال الأسبوع المنصرم وحده (منذ 17 أكتوبر).
ومنذ تفجر الصراع بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية يوم السابع من أكتوبر، إثر الهجوم المباغت الذي شنته حماس على مستوطنات إسرائيلية في غلاف غزة، رفعت الولايات المتحدة جاهزيتها العسكرية، ودفعت بمزيد من أنظمة الدفاع الجوية إلى الشرق الأوسط.
لاسيما بعدما ارتفعت وتيرة التهديدات من قبل عدة فصائل ومجموعات مدعومة إيرانياً سواء في العراق أو سوريا وحتى لبنان، حيث هدد حزب الله أكثر من مرة بالانخراط في الحرب ضد إسرائيل إذا “استدعت الحاجة”. ومن اليمن، هدد زعيم الحوثيين أيضا يوم العاشر من أكتوبر بإطلاق طائرات مسيرة وصواريخ إذا تدخلت القوات الأميركية في الصراع بغزة بشكل مباشر.