أكّد نور الدين الطبوبي الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل أن ”مأزق تونس الحالي كان يمكن تجاوزه منذ مدة لو توفّر النقاش المعمق حول المضامين ولو توفرت الإرادة السياسية الواعية بعيدا عن المزايدات وخطابات التفرقة والتقسيم”.
وأضاف الطبوبي في كلمة له بموتمر الاتحاد الجهوي بصفاقس ”أن دور رئيس الجمهورية هو في الأصل جامع وموحّد لأنه أب كل التونسيين، لكن الرئيس بعد خطابه الموحد في مجلس الأمن القومي الأخير عاد بسرعة الى خطابات التفرقة والتخوين والاوصاف السيئة التي تقسّم أبناء البلد الواحد”.
ودعا الطبوبي إلى الابتعاد عن نهج التأزيم لأنه يؤدي إلى نفق مسدود في وقت تحتاج فيه البلاد إلى الإصلاحات وإلى الوحدة لمعالجة المشاكل والمخاطر المحدقة بالبلاد من حيث غلاء الأسعار وتدهور المقدرة الشرائية، وإزدياد أعداد العائلات المعوزة وذات الدخل الأدنى والأجر الزهيد وارتفاع أعداد العاطلين عن العمل من الشباب الذين اضطر البعض منهم الى ركوب قوارب الموت بحثا عن العمل.
وقال الطبوبي إن ”من يمسك بمقود الحكم عليه ان يستنبط الحلول لهذه المشاكل الاقتصادية والاجتماعية الحادة لا سيما أن الناس اليوم مفقرة وخاوية البطون” وفق توصيفه.
وحول الموقف من خطاب رئيس الجمهورية البارحة وانتقاده للخيار الثالث الذي كان أعلن عنه الأمين العام منذ أسبوع، قال نور الدين الطبوبي الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل إن ا”لاتحاد بقدر ما يحترم المقامات فانه يرفض من يحدد له مربعاته ومواقفه وخياراته”.
وأضاف قائلا ”في الاتحاد لا يوجد الرجل الآمر الناهي وانما توجد مؤسسات تتناقش وتصدر المواقف التي تكون هي مواقف الاتحاد”. وقال انه ستنعقد في الاسبوع القادم الهيئة الإدارية الوطنية التي ستنظر في الاعداد للمؤتمر الوطني للمنظمة الشغيلة عدد 25 الذي سيلتئم منتصف فيفري المقبل بصفاقس، كما ستنظر وتناقش المسائل الداخلية الى جانب تقييم خطاب رئيس الجمهورية البارحة والتوجهات العامة و”ما سيصدر عنها سيكون هو موقف الاتحاد”. وعلى صعيد آخر، قال الطبوبي إن الصف الثالث الذي تحدث عنه هو الصف الوطني الحقيقي والجامع.