تونس الان: على وقع ما تعيشه تونس اليوم من تفشي […]
تونس الان:
على وقع ما تعيشه تونس اليوم من تفشي فيروس كورونا، تعود العمليات الإرهابية الى الساحة لتوتر المشهد أكثر، حيث أقدم اليوم الجمعة إرهابيان على دراجة نارية على تفجير نفسيهما أمام السفارة الأمريكية بالبحيرة 2 بتونس العاصمة، حوالي الساعة 11:15 صباحا.
عودة لمظاهر التزعزع الأمني بالبلاد
بعد تجنيدهما وغسل أمخاخهما، استهدف الارهابيان دورية أمنية قارة لوحدات التدخل المتمركزة أمام السفارة عبر حزام ناسف، أسفرت هذه البادرة الانتحارية عن استشهاد الملازم الأول توفيق الميساوي وعن 3 إصابات في صفوف أمنيين آخرين، كما تضررت امرأة كانت بالقرب من مكان العملية.
ما قام به اليوم، الإرهابيان أصيلا منطقة الكرم سليم الزنادي وحبيب لعقة بالبحيرة 2، يعود بنا الى آخر عملية إرهابية عاشت على وقعها تونس وبالتحديد في نهج شارل ديغول بالعاصمة يوم الخميس 27 جوان 2019، مما تسبب في سقوط شهيد من الشرطة البلدية وعدد من الجرحى فإن تعددت أسماء منفذي العمليات الانتحارية والمناطق المختارة والاوقات المنتقية للتنفيذ، فان النتيجة واحدة ألا وهي تفجير انتحاري يعود بتونس الى هاجس الخوف من تضرر القطاع السياحي والاقتصادي.
العمليات الانتحارية… “شيء من التاريخ”
في كل مرة تضرب فيها يد الإرهاب تونس بمختلف مناطقها، لسائل أن يسأل عن الطريقة بل وعن المراحل التي خلفت إرهابيا قادرا على الرمي بنفسه الى مخالب الموت من دون تردد.
بمجرّد انهيار منظومة حكم بن علي تمّ اعلان عفو تشريعي عام استفاد منه مئات المتشدّدين التونسيين في الداخل والخارج وقد استفادوا من حالة الارتباك السياسي والامني التي عاشت على وقعها البلاد على مدى الفترة التي سبقت انتخاب المجلس التأسيسي في 2011.
منذ أن قام ابو عياض بتأسيس تنظيم أنصار الشريعة في أواخر أفريل 2011، وحين ترك الأب الروحي للسلفيين الجهاديين في تونس المسمّى الخطيب الادريسي مهمّة الاشراف على “جماعة السلفية الجهادية”، عمل أعداء النور والحرية والتقدم، على ضرب استقرار البلاد ومس مدنية الدولة، لخلق فرص سانحة لزرع بذور الإرهاب في صفوف المستضعفين والفقراء، لاستغلال الوضع الاقتصادي والاجتماعي والثقافي للشباب التونسي.
يتحول بعض الشباب الفاقد للأمل وللوطنية، الى أداة تستخدم لزعزعة الامن الوطني وتخريب الصورة الدولية لتونس.
يمكن لنا أن نقول اليوم أن مشوار التشكيل السياسي قد تم بنجاح، الحكومة الجديدة تعتبر نقطة بداية لأجوب تركيز الدولة أكثر على الأوضاع الأمنية والاجتماعية في كل مناطق الجمهورية بعد أن امتدت يد الإرهابيين اليوم متجاوزة المناطق الحدودية لتصل لا إلى مناطق راقية في قلب العاصمة فحسب بل وإلى أكثرها أمنا ألا وهي السفارة الامريكية بما يطرح أكثر من سؤال عن تراخ محتمل لأجهزة التوقي من الإرهاب من مثل هذه العمليات أو بهتة من أجهزة الامن الميدانية التي ظنت انه بمضي عدة أشهر عن آخر عملية إرهابية “جوان 2019” فإن الامن أضحى مستتبا وأن البلاد خلت من الإرهابيين.
آمال هاني