تونس الآن تعليقا على الوضعية الصعبة التي تعيشها وكالة التبغ […]
تونس الآن
تعليقا على الوضعية الصعبة التي تعيشها وكالة التبغ والوقيد من ظروف صعبة بلغ درجة عدم قدرتها على خلاص مزوّديها، أكد الخبير الاقتصادي عز الدين سعيدان في تصريح لـ “تونس الآن” أن هذا الوضع الصعب لا ينحصر اليوم على التبغ والوقيد فقط بل في عدة قطاعات كديوان الحبوب وديوان التجارة الذي بات عاجزا عن خلاص مزوّديه وكذلك قطاع المحروقات.
وأشار في السياق ذاته أن هناك باخرة على مشارف ميناء بنزرت رفضت تفريغ حمولتها إلى حين خلاص مزوديها، مما يعكس العلاقة المتوترة والصعبة التي باتت تربط هذه المؤسسات بالمزوّدين.
وكشف عز الدين سعيدان أن النشاط الاقتصادي لوكالة التبغ والوقيد يخسر 100 مليار سنويا منذ سنوات في غياب تحرك فعلي من الدولة لإنقاذ المؤسسة.
يذكر أن الوكالة أصبحت تعيش وضعية صعبة رغم ما تدره من مداخيل لفائدة خزينة الدولة، حيث لجأ بعض المزودين الأجانب إلى التشكي لدى اللجنة العليا للصفقات العمومية.
وفي هذا السياق، صرح كاتب عام النقابة بالوكالة حسن الطرهوني بأنه ورغم الإشكاليات والصعوبات التي ظهرت فإن سلطة الإشراف المتمثلة في وزارة المالية أغلقت باب الحوار ورفضت التواصل مع النقابة أو مع الإدارة.
ويشهد السوق منذ حوالي الأسبوع أو أكثر عدم توفر مادة السجائر، بما فيها المارس الذهبي والكريستال الذي بلغ سعره 4 دنانير في تونس، إضافة إلى “الرويال” الذي بلغ سعره 9 دنانير وبات مفقود حاليا.
كما وصف خبراء اقتصاديون ما تمرّ به اليوم الوكالة “مثال يلخص كل الإخفاقات وسوء الإدارة في هذا البلد! واحتكار دولة في مجال مربح لم يعد قادراً على دفع ثمن إمداداته”.
وحول سياسة الحكومة تجاه هذا الوضع الاقتصادي الصعب لمؤسسات الدولة التي تعد حيوية، أوضح سعيدان أن هناك سياسة إنكار وهروب إلى الأمام وعدم اعتراف بوجود مشكل يجب حله وذلك لجميع المؤسسات التي تعيش أوضاعا اقتصادية صعبة وليس وكالة التبغ والوقيد فقط.
وعبر الخبير الاقتصادي عن استغرابه من مواصلة الدولة الاعتماد على ميزانية تجاوزها الزمن ولم يعد لديها أي صلة بالواقع الحالي، داعيا إلى ضرورة العمل على ميزانية تكميلية خصوصا بعد حرب أوكرانيا وما انجر عنها من تحديات اقتصادية كبيرة.
وحول سبل إنقاذ هذه المؤسسات بما فيها وكالة التبغ والوقيد، أكد عز الدين سعيدان أن أول خطوة هو الاعتراف بوجود مشكل، ثم الدخول في عملية إصلاح شاملة مهما كانت التكلفة.
وفيما قال خبراء إن الدولة تلعب سياسة الأرض المحروقة لتغيير ميزان القوى مع نقابة RNTA القوية، وإحضار الشركة إلى الخصخصة، حيث تفتقر الدولة إلى السيولة وتمويل الميزانية، نفى سعيدان وجود هذه النية المبيتة من قبل الدولة، مؤكدا أن السلطة لا تريد الإقرار بوجود هذه المشاكل الاقتصادية وتواصل في سياسة الهروب إلى الأمام.
عوني محمد