وطنية: يعتبر قطاع النقل العمومي قطاعًا تنمويًا إستراتيجيًا يساهم في النّاتج المحلي الخام رغم الأهميّة الاقتصادية لهذا القطاع الا انه يزال يشهد تدهورًا على مدى سنوات ما أرهق المواطن والدّولة معًا.
يعتبر قطاع النقل العمومي قطاعًا تنمويًا إستراتيجيًا يساهم في النّاتج المحلي الخام رغم الأهميّة الاقتصادية لهذا القطاع الا انه يزال يشهد تدهورًا على مدى سنوات ما أرهق المواطن والدّولة معًا.
ويبدو ان أغلب الحكومات عجزت فعليا عن ايجاد حلول لمعظلات هذا القطاع ومن المؤكد أن اقالة الوزير ربيع المجيدي جاءت على خلفية عدم قدرته على ادارة هذا الملف الهام وبعد زيارة الرئيس الى مستودع القطارات ببرج السدرية ومستودع المترو الخفيف بمحطة تونس البحرية .
لم تزل كل الحكومات والوزارء المتعاقيبين على وزارة النقل و المديرين وكل المسؤولين الجدد يتعهدون بالإصلاح عبر تنظيم الورشات والدّراسات وعمليّات التّشبيب العبثيّة، إلّا أنّه لا بوادر للإنفراج أو حتّى التحسّن في القريب العاجل.
أكثر من 140 عربة قطار موزعة بين نابل وبرج السدرية وجبل الجلود متروكة وهذا ما اكده احد المسؤولين الذين التقاهم الرئيس امس في مستودذع القطارات وهذا الرقم يدل على عجز وفشل كل المتعاقبين على الوزارة وهياكليها ايجاد حلول لذلك “الفيراي” حتى انهم عجزوا عن نقله لشركة الفولاذ وهذا ما جاء على لسان المسؤول
أما عن المترو الخفيف والحافلات فحدث ولا حرج ، مئات العربات والحافلات المعطبة ملقاة بين مستودع باب سعدون ومستودع تونس البحرية دون اي حلول لها و في كل مرة يتوجه السؤال عما سيفعلونه بتلك العربت المعطلة وهل يمكن اصلاحها ام لا,, والاجابة لمواجهة المواطن هي : “لا يوجد لدينا قطع غيار” هذه الاجابة تدل على ان اصلاح قطاع النقل سيتعطل سنوات وسنوات واجيال واجيال
علاوة على كل هذا نخر الفساد القطاع وفق ما اكده رئيس الجمهورية الذي قال في زيارته امس اثناء زيارته لمحطة تونس البحرية إن ما آل إليه قطاع النقل اليوم من وضع متأزم يعود إلى تواصل الفساد الذي طال المترو طيلة سنوات عديدة.
وقال رئيس الجمهورية: ”المترو هو نفسه تاريخ كامل من الفساد المتواصل.. عدد كبير من العربات أصبحت خارج الخدمة”.
ولفت سعيد إلى أن تراجع عدد عربات المترو من 134 إلى 30 عربة فقط يفسر مساعي ضرب المرفق العمومي للنقل.
وأضاف رئيس الدولة أن التونسيين يدفعون الضرائب للتمتع بخدمات النقل في حين أن المواطن يضطر لقضاء 4 ساعات للوصول إلى مركز عمله.
من جهة اخرى وصف المستودع بمقبرة القطارات من دون أي صيانة تذكر، مشيرا إلى أن قطاع النقل في تونس اليوم غير مقبول بالمرة.
وعن عربات القطارات التي لم تعد صالحة للاستخدام، أكد رئيس الدولة أنه يجب التفويت في هذه الخردة لأن البلاد في حاجة غلى مادة الحديد واستغلال عائداتها لتحسين الخدمات بالقطاع.
كل هذا في واد والمواطن في واد اخر ، هذه المعطيات لم تعد مخفية يرددها المواطنون يوميا في المحطات المليئة بهم والفارغة من العربات حتى انه يمكن القول قدوم وزير لوزارة النقل ومغادرته بالاقالة او الاستقالة اسهل من انتظار المترو او الحافلة.
مشاهد لا يمكن وصفها وللحظة تخال انك في احدى الدول النامية والمتخلفة ، الاف المواطنين عالقين بأبواب عربات المترو والحافلات والجميع يتسمك بالصعود حتى ان كلفه ذلك حياته لانه لا ثقة له في ان يكون هناك مترو اخر او حافلة اخرى فلم يعد تنطلي عليه حيلة ” خوذ الي بعده يتبع فينا مترو اخر”.
انتظار ، صفوف طويلة في الاتجاهين ، تدافع تراص وعراك احيانا يصل الى العنف ، وعديد الاطفال سقطوا من عربت المترو بعضهم توفي والبعض الاخر اقسم الا يركب عربة مترو مرة اخرى … كل هذه المشاهد اصبحت مألوفة ومؤلمة ولا تستحق كتابة اكثر من ذلك بل تستحق فعلا..
قطاع النّقل هو قطاع تنموي إستراتيجيّ يمكن المراهنة عليه لخلق الثّروة وتحريك عجلة النّموّ الاقتصادي عبر المبادرة بإصلاحات عديدة تنطلق من تحيين وتحديث البنية التأسيسيّة والقانونيّة وحتى التحتية ولكن …