تونس الآن يبدو أن حزب تحيا تونس يعيش أزمة حقيقية […]
تونس الآن
يبدو أن حزب تحيا تونس يعيش أزمة حقيقية أو على الأقل انعدام توازن وغياب موقف واضح حيال تطورات الوضع في القترة الأخيرة وتحديدا أحداث 25 جويلية التي أطاح من خلالها رئيس الدولة قيس سعيد بمنظومة الحكم السابقة.
لا يمكن لتحيا تونس كحزب سياسي أن يغيب عن حدث مفصلي في تاريخ البلاد ويمر عليه مرور الكرام دون إبداء رأي سواء مع أو ضد هذا الإجراء.. المهم تسجيل موقف للتاريخ لا غير أما مسألة مع من وضد أي طرف مطروحة للنقاش ولكن في وقت غير هذا الوقت.
قالها صراحة المؤسس والقيادي بالحزب مصطفى بن أحمد بأن تحيا تونس عجزت عن الخروج بموقف واضح وصريح تجاه أحداث 25 جويلية لوجود اختلاف جذري في وجهات النظر حيال المشهد السياسي، وكان الجواب ذاته عند وليد جلاد عند سؤاله عن سبب غياب أي بيان أو موقف للحزب منذ أحداث 25 جويلية وإلى اليوم في مثل هذه المرحلة المفصلية.
وحول إمكانية عقد لقاءات مقبلة بين أعضاء الحزب من أجل تقريب وجهات النظر والخروج من هذا الجمود والصمت السلبي، اكتفى جلاد بالقول “إسألوا يوسف الشاهد”.
هذا التصريح ربما يحمل بين طياته وجود أزمة حقيقية يمر بها الحزب الفتي الذي لم يمر على تأسيسه سوى بضع سنوات لا تعد على أصابع اليد الواحدة.
وجود خلافات بين أعضاء حزب حول ملف أو قضية وطنية مّا ليس مبررا لغياب تحيا تونس عن الساحة منذ 25 جويلية إلى اليوم، كما أن هذا الغياب لا يخدم مستقبل الحزب والبلاد مقبلة على انتخابات تشريعية مبكرة.
هل يمكن للحزب أن يجد موطئ قدما له في البرلمان المقبل في حين أنه لم يسجل حضوره اليوم ولم يعطي موقفه ورؤيته من تطورات الأحداث.. ناهيك عن أن تونس اليوم بحاجة إلى جميع الأطراف الفاعلة على الساحة السياسية خدمة للمصلحة العامة.
بما أن المعني الأول بهذا الحزب الفتي هو السيد يوسف الشاهد.. فمسؤولياته تحتم عليه البحث عن مخرج لهذه الأزمة الحقيقية التي يمر بها الحزب والتي يمكن أن تعصف بوجوده نهائيا لأن مثل هذه العثرات تبيّن معدن وقوة الحزب وقدرته على مجابهة التحديات ولا أظن أن من مصلحة لا تحيا تونس ولا يوسف الشاهد أن يرفعوا الراية البيضاء من أول اختبار حقيقي.
عوني محمد