حذر معهد واشنطن “لسياسات الشرق الأدنى” الدول المعنية بمتابعة برنامج […]
حذر معهد واشنطن “لسياسات الشرق الأدنى” الدول المعنية بمتابعة برنامج إيران النووي من التراخي تجاه القنبلة النووية الإيرانية، كما حذر من سيناريو قنبلة باكستان وكوريا الشمالية النووية والتي باتت واقعاً لا يمكن تغييره. ورأى المعهد في تقريره أن هناك طريقتين لإيقاف البرنامج النووي الإيراني وهي إما الإطاحة بالنظام أو حرب شاملة في المنطقة.
ويشير المعهد أن التقرير الفصلي الأخير الصادر عن “الوكالة الدولية للطاقة الذرية” حول إيران، والذي تم الكشف عنه في 3 مارس، ترافق مع تقرير آخر لـ “الوكالة” ينتقد النظام الإيراني على عدم تعاونه ومنعه المفتشين من أداء مهامهم.
وقد حمل التقرير المرافق رسالةً ضمنية مفادها أن الشكوك التي عبّرت عنها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب وغيرها في الدوافع والأعمال الإيرانية كانت في محلها.
وأشار التقرير عن مخزون إيران من اليورانيوم المنخفض التخصيب قد تضاعف ثلاث مرات تقريباً منذ صدور التقرير السابق في نوفمبر، يعني ذلك أن زيادة التخصيب قد تُمكّن إيران من إنتاج ما يكفي من اليورانيوم المستخدم لصنع قنبلة نووية بسيطة خلال ما يزيد عن ستة أشهر.
ويشير الإقبال الضعيف على الانتخابات البرلمانية الإيرانية الشهر الماضي إلى تراجع الحماس تجاه سياسات المرشحين المتشددين الذين هيمنوا على القوائم الانتخابية. وقد أدّت العوائق الأخرى الأخيرة الحديثة، من محاولة إيران إنكار سقوط طائرة في جانفي إلى كونها أكبر مصدر لتفشي فيروس كورونا في المنطقة، إلى تعزيز شعور الناس بعدم كفاءة النظام وخداعه، في حين تزيد العقوبات وانخفاض أسعار النفط بشكل مستمر من الضغط من خلال تقليل إيرادات الحكومة الضئيلة من الصادرات.
يقول التقرير: تميل الأنظمة المشابهة للنظام الإيراني إلى اعتبار القنابل النووية دلالة رمزية على المكانة ورادع للهجمات العسكرية الخارجية.
وعلى الرغم من أن المرشد الأعلى ينفي هذه الطموحات علناً، إلا أنه ربما يعتقد أن الأسلحة النووية قد تؤكد نجاح نظامه واستمرار سلطته الدينية.
ففي كوريا الشمالية على سبيل المثال، يبدو نظام الزعيم كيم يونغ أون راسخاً بقوة بعد إجراء البلاد ست تجارب نووية، بينما تم الإطاحة بالرئيس معمر القذافي في ليبيا بعد تخليه عن برنامجه النووي.
يشير التقرير إلى تعريفات مختلفة لمثل هذا البرنامج، بدءاً من القدرة على صنع أداة اختبارية واحدة وصولاً إلى إنتاج قوة ضرب صالحة للعمل.
وهنا، تأخذ “الوكالة الدولية للطاقة الذرية” بعين الاعتبار “الكمية الكبيرة” من المواد النووية المتفجرة، حيث تحدد كمية اليورانيوم العالي التخصيب الذي يعتقد أن إيران ترغب في انتاجه، بـ 25 كيلوغراما، رغم احتياجات الخبراء الى كمية أقل.
يتكهن مراقبون أن إيران ستكون راضية عن حالة الغموض في العالم التي تدور حول إمكانية امتلاكها قنبلة نووية، متبعة بذلك سياسة إسرائيل منذ عقود. لكن الأدلة تشير إلى عكس ذلك. فوفقاً للوثائق التي اكتشفتها إسرائيل، أعدّت إيران عدة مواقع اختبار في المناطق الصحراوية منذ نحو عشرين عاماً وكانت لديها خطط لصنع خمس قنابل نووية.
يتابع تقرير المعهد: “يستطيع مفتشو “الوكالة الدولية للطاقة الذرية” مراقبة المعدات وتحليل العيّنات وطرح الأسئلة، ولكنهم ليسوا جواسيس فقد راقبت عدة وكالات استخبارات أجنبية، نشاط إيران النووي على مدى سنوات، إلّا أن بعض الأمور بقيت محجوبة عن هذه المراقبة في الماضي وربما لا تزال محجوبة حتى يومنا هذا.
وعندما اقتحم العملاء الإسرائيليون الأرشيف النووي الإيراني في عام 2018، لم يكن لديهم سوى الوقت اللازم للاستيلاء على نحو 20 في المائة من المواد الموجودة في المبنى. وعندما منحت الصين باكستان تصميم سلاح وكميات كافية من اليورانيوم العالي التخصيب لصنع قنبلتين في عام 1981، لم تكتشف الحكومات الغربية عملية النقل لعدة أشهر. ومن غير المحتمل أن تمنح بكين هذه الهدايا النووية لإيران، لكن هل يمكن قول الشيء نفسه بالنسبة لكوريا الشمالية؟”
ويضيف التقرير: ما لم تتم الإطاحة بالنظام أو مواجهة إيران لحرب مدمرة، فإن الجواب على هذا السؤال ربما يكون سلبياً. فبحلول أواخر الثمانينيات، كانت الولايات المتحدة قد تخلّت عن محاولة وقف برنامج باكستان النووي، والذي كان مشابهاً لبرنامج إيران الحالي من حيث البنية الأساسية.
وتوقع التقرير أن تنخرط الدول في المنطقة في برامج نووية عسكرية لردع إيران مالم تتحرك الولايات المتحدة الأمريكية في هذا الصدد. وعلى سبيل المثال، قد تقرر اليابان وكوريا الجنوبية أنهما بحاجة إلى أسلحة نووية لردع كوريا الشمالية إذا ما وجدتا أن قوة الردع الأمريكية غير كافية.
لذلك، تُعتبر الدبلوماسية الأمريكية أداةً جوهرية لمنع المزيد من الانتشار النووي، رغم أن هذا قد لا يكون كافياً. يجب أن تعطي التقارير الأخيرة لـ “الوكالة الدولية للطاقة الذرية” الدافع اللازم لتكثيف الجهود في هذا الإطار، لا سيما فيما يتعلق بإيران.