تونس الآن جاء في تقرير صادر عن “مجموعة الأزمات الدولية” […]
تونس الآن
جاء في تقرير صادر عن “مجموعة الأزمات الدولية” بخصوص تأثرات الحرب في أوكرانيا على اقتصاديات بلدان الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أن واردات تونس الغذائية تمثل مصدرا آخر للقلق فالبلاد تنتج بين 70 و90 في المائة من احتياجاتها من القمح الصلب للاستهلاك الداخلي وبين 10 و30 في المائة من استهلاك القمح اللين.
وأضاف التقرير أن الواردات من أوكرانيا تمثل نسبة 50 في المائة من إجمالي الواردات من القمح في حين أن 4 في المائة مصدرها روسيا، وقد أكدت الحكومة أن المخزون من القمح سيغطي الحاجيات إلى حدود شهر جوان القادم غير أن النقص في مادة القمح كان قد تم تسجيله منذ شهر جانفي الماضي أي قبل الغزو الروسي لأوكرانيا.
وأوضح التقرير أنه إضافة إلى الديون المتخلدة بذمة ديوان الحبوب تجاه المصدرين الأوكرانيين والتي تقدر بـ 300 مليون دولار فإن أوكرانيا فرضت خلاص 50 في المائة من إجمالي المبالغ المتخلدة بذمة الديوان نقدا والمتعلقة بالأشهر الستة الماضية.
وأضاف التقرير أنه وفق بعض الأخبار لن تتمكن عديد السفن المحملة بالقمح والقادمة من أوكرانيا من التوجه نحو تونس وتفريغ حمولتها لأن الحكومة لا يمكنها تسديد ذلك المبلغ المالي وبالتالي هناك إمكانية تسجيل نقص هام في مادة القمح قبل موسم الحصاد في جوان بتونس.
وكان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون مدعوما من قبل مجموعة السبع قد دعا إلى مجابهة مخاطر حصول مجاعة في كل من تونس ولبنان.
وختم تقرير “مجموعة الأزمات الدولية” بأن “على المدى القريب والمتوسط فإن البؤس الاجتماعي وخاصة مخاطر نقص المواد الأساسية من شأنه أن يحدث استقطابا بين التونسيين المؤيدين لقيس سعيد أو المعارضين له وهذا الوضع قد يمثل مشاكل أمنية خطيرة للسلطات خاصة في شكل مصادمات وانتشار الإجرام إضافة إلى احتمال تسجيل انخفاض سريع في شعبية سعيّد يؤدي إلى عزلته وإلى عدم استقرار سياسي”.
ويذكر أن “مجموعة الأزمات الدولية” هي منظمة دولية غير ربحية وغير حكومية تأسست في 1995 في بروكسيل وتقوم بأبحاث ميدانية عن الصراعات وتقدم السياسات لمنع وقوعها أو التخفيف من حدتها أو حلها. وتتعاون مباشرة مع الحكومات والمنظمات والأطراف السياسية إضافة إلى الإعلام. وجميع تقاريرها والتحذيرات بشأن الصراعات بعنوان “كرايسس تُنشر علنا.