وطنية:
اكتشاف كنيسة مسيحية تعود إلى الحقبة الرومانية المتأخرة المتراوحة ما بين نهاية القرن الرابع والسابع ميلادي، تبلغ مساحتها 140 مترا مربعا وعلى ارتفاع ثلاثة أمتار ونصف تقريبا.
قام المعهد الوطني للتراث خلال شهر أكتوبر بتنفيذ حفرية أثرية بالموقع الأثري بكستيليا والذي يقع على مقربة من الطريق الجهوية الرابطة بين مدينتي توزر ودڨاش.
ويمسح هذا الموقع قرابة الهكتار، وصدر في شأنه قرار حماية بتاريخ 21 جانفي من سنة 2021 من قبل اللّجنة الوطنية للتراث ويجري حاليا تخصيصه لفائدة المعهد الوطني للتراث.
وللتذكير، فقد انطلقت الحفريات الأثرية بهذا الموقع منذ سنة 2017، وكان من أهم نتائجها اكتشاف كنيسة مسيحية تعود إلى الحقبة الرومانية المتأخرة المتراوحة ما بين نهاية القرن الرابع والسابع ميلادي، تبلغ مساحتها 140 مترا مربعا وعلى ارتفاع ثلاثة أمتار ونصف تقريبا.
وتُؤيّد ذلك، القطع الخزفية التي تم اكتشافها قرب المعبد والمتمثلة أساسا في أوان فخارية ومجموعة من القناديل التي ترجع إلى الفترة نفسها. أما الرّسم الهندسي للكنيسة فهو مشابه من حيث التخطيط لكل الكنائس الرومانية الإفريقية: متكوّنة من 03 أروقة وغرفتين مجاورتين للمحراب، ويحتوي الرّواق الأوسط على المحراب والمعبد.
ومنذ سنة 2019، تواصلت الحفريات الأثرية بهذا الموقع لتشمل عدّة مبان سكنية اكتُشفت بجوار الكنيسة من الجهة الشمالية ومن الجهة الجنوبية الغربية، واحتوت إحداها على مخزن لحفظ المواد الغذائية ومكان مخصّص للطبخ. ولقد انطلقت خلال هذه السنة ومنذ بداية شهر أكتوبر الحالي حفرية مبرمجة بهذا الموقع لتشمل الناحية الشمالية والجنوبية للموقع، كان من أبرز نتائجها الكشف عن عدّة جدران بُنيت بمواد محلية تعود لمبان مجاورة للكنيسة. وتعتبر الكنيسة المسيحية بكستيليا من أهم المعالم الأثرية المسيحية بالجنوب التونسي والتي حافظت على الموروث الحضاري والتاريخي الروماني بهذه الجهة.