وطنية: كشفت دراسة نشرتها وكالة اللجوء الاوروبي عن تزايد طلبات اللجوء من قبل مواطني الدول العربية الى الدول الاوروبية.
تونس الان :
بعد موجة الحرقة التي تفاقمت نسجل اليوم تفاقم ظاهرة طلب اللجوء التي تشهدها اوروبا من رعايا تونسيين
فقد كشفت دراسة نشرتها وكالة اللجوء الاوروبي عن تزايد طلبات اللجوء من قبل مواطني الدول العربية الى الدول الاوروبية.
ولم تكن تونس في منأى عن تقديم هذه الطلبات اذ حظيت بالمرتبة متقدمة في تقديم رعاياها لطلبات اللجوء لترتب مباشرة بعد الدول التي شهدت دمارا وانهيارا في المنطقة خلال السنوات المنقضية.
اذ احتلت تونس المرتبة الرابعة مسجلة خلال العام الماضي 21 ألفا و447 طلبا لرعاياها فيما تصدرت سوريا والعراق الترتيب الاول في المشهد.
والمتفحص للدراسة يلاحظ ان وتيرة طلبات اللجوء مستمرة وتتضاعف سنة تلو الأخرى حيت تصاعد الرقم أكثر من 9 مرات بين سنتي 2017 و2022 وهو رقم عال جدا يكشف عن تراجع البلاد على عدة مستويات وصعوبة العيش فيها ما يدفع شبابها الى تقديم طلبات الهجرة املا في تحسين الاوضاع التي باتت معقدة وصعبة متعللين بالاضطهاد والانتهاكات جراء الأوضاع السياسية في حين ان دافعهم الحقيقي هو الهجرة لبحث عن لقمة العيش ولا علاقة لهم بالسياسة بتاتا…فالرغبة في الهجرة هي المحرك الرئيسي
أوضاع تنذر بالانفجار
يكفي التجوال في الشارع لملاحظة فقدان الامل حيث ان جل الناس ان لم نقل كلهم بات هاجسهم الهجرة، ومن يجالس فئة شبابية خاصة ستحدثه هذه الفئة عن الواقع العسير الذي قضى على الامل وسط انعدام اية تطلعات في مستقبل أفضل او يحمل في ثناياه بوادر انفراج.
وارجعت الأستاذة في علم الاجتماع فتحية السعيدي في تصريح لـ”تونس الان” تصاعد الرغبة في الهجرة الى حالة القلق التي يعيشها التونسي وسط ضبابية المشهد وانسداد الأفق وارتفاع البطالة مشيرة الى ان اعلى نسب طلبات الهجرة تسجل من طرف الشباب خاصة بعد ان اوصدت الانتدابات في الوظيفة العمومية أبوابها في وجوههم سنة 2015 اضف الى ذلك عدم استعمال سياسات تشغيلية اندماجية للشباب.
ولفتت السعيدي الى انعدام الإحساس بالانتماء الى الوطن من طرف الشباب اذ انه ما من شيء يزال يشده الى البلاد.
أزمات سياسية
لم تقتصر طلبات الهجرة الى أوروبا على الشباب فحسب بل تجاوزت ذلك لتشمل الاولياء والعائلات التي تحث ابناءها على الهجرة جراء الازمة السياسية الخانقة. فالبلاد علقت في مازق سياسي حاد انعدمت معه الامال في الخروج منه نظرا لغموض المشهد مع تنامي الحركات الاحتجاجية وتسجيل موجات مظاهرات ومطالبات تخص الشأن السياسي في محاولة لتغييره.
واعتبرت فتحية السعيدي ان التراجع الكبير على مستوى الحقوق والحريات أدى بالتونسيين الى الرغبة في الهجرة وطلب اللجوء.
وأضافت ان المناخ السياسي المتسم بالتشنج يزيد من نفور التونسيين في بلدهم ويضاعف من قرفهم ويجعلهم راغبين في تركها.
رغبة جماعية في الهجرة
لقد اصبح الجميع في تونس يفكر في الهجرة سواء بطرق قانونية اوغير شرعية، نلحظ ذلك من خلال الإعلان عن محاولات احباط عدد كبير من عمليات اجتياز الحدود سواء عبر البحر او البر ولعل ما يعلنه الناطق الرسمي باسم الإدارة العامة للحرس الوطني عن احباط عمليات “الحرقة خاصة في فصل الصيف خير دليل على ذلك .
ويشمل هذا النوع من الهجرات فئات مختلفة من شباب ونساء وأطفال قصّر، كما تتنوع بين فئات فقيرة ومتوسطة الدخل وأصحاب شهادات عليا عاطلين عن العمل.
عموما فان كل الحيل ممكنة للتونسيين لتحقيق حلم الهجرة فإما التسلل خلسة او حرق الفيزا والبقاء على الأراضي الاوربية وطلب اللجوء او طلب اللجوء منذ اليوم الأول لدخول التراب الأوربي او البقاء متخفيا والعمل سرا الى حين تسوية الوضعية.. المهم بالنسبة لهم هو مغادرة البلاد.
شيماء شيحي