وطنية: اوشكت سنة 2023 على الانتهاء ، ايام قليلة تفصلنا عن مغادرة هذه السنة ، سنة كانت عاصفة بالاحداث على المستوى السياسي والقضائي والاقتصادي .
تونس الان:
اوشكت سنة 2023 على الانتهاء، ايام قليلة تفصلنا عن مغادرة هذه السنة ، سنة كانت عاصفة بالاحداث على المستوى السياسي والقضائي والاقتصادي.
سنة مرت صعبة على التونسيين كما دول العالم الاخرى ، سنة مرت بمرارة دم اشقائنا الفلسطينيين جراء العدوان الصهيوني فكانت السنة حزينة منذ بداية اكتوبر الى نهايتها ، رغم ان الفترة التي سبقت اكتوبر لم تكن بالهينة على التونسيين الذين قضوا اغلب السنة يتدرجحون بين الصفوف .
ايقافات..
عاشت تونس في العام 2023 تطورات ادت الى ايقاف عدد من السياسيين ورجال الاعمال.
تم هذه السنة ايقاف عدد هام من السياسيين على غرار راشد الغنوشي ونور الدين البحيري وغازي الشواشي ورضا بلحاج وبلزهر العكرمي وشيماء عيسى وخيام التركي وكمال اللطيف وعبد الحميد الجلاصي وعصام الشابي بتهم التآمر على امن الدولة .
ومازال المذكورين في سجن المرناقية ويواجه عدد منهم احكاما تصل الى الاعدام على غرا رراشد الغنوشي وعبير موسي ، رغم أن محامي دفاع المعتقلين يؤكدون خلو ملفاتهم من أي أدلة، ويتهمون النظام بفبركة التهم ضدهم لإخماد أصوات المعارضة، في حين يؤكد أنصار الرئيس أن المعتقلين تورطوا في شبهات فساد وجرائم سياسية.
وردا على حملة الاعتقالات تواترت التحركات الاحتجاجية للمعارضة، خاصة من قبل جبهة الخلاص الوطني ولكن رغم تكرر الاحتجاجات للمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين الذين دخل بعضهم في إضرابات جوع فإن النظام لم يتراجع.
كما مثل ملف الحريات احدى اهم الملفات التي طرحت في الساحة السياسية لهذه السنة خاصة مع فشل المطالبات بإلغاء المرسوم الـ54 المتعلق والذي تعتبره المعارضة سيفا مسلطا عليها.
وتم في نفس السنة غلق المقر المركزي لحركة النهضة ومنعها من النشاط الى جانب منع اجتماعات جبهة الخلاص الوطني بمقر حزب حراك تونس الارادة.
فقدان المواد الاساسية والصفوف الطويلة..
سنة الصفوف ، هكذا اطلق التونسيين على سنة 2023 ، فقد ضاقوا ذرعا من الصفوف، صف امام محطات تعبئة البنزين بسبب اضطراب توزيع المحروقات و صف امام الصيدليات بحثا عن االأدوية وصفا امام المخابز للظفر بباقات وفي اقصى الاحيان 5 لا اكثر ،وصف امام المغازات العامة لشراء كيلوغراما من السكر ان وجد ولترا من الحليب ان وجدا ، وكم من فيديوهات مخزية شاهدناها على وسائل التواصل الاجتماعي تبرز الحالة المزرية التي وصل لها التونسي بحثنا عن الحليب او الخبز او القمح .
هجوم جربة وفرار الارهابيين
رغم تراجع التهديدات الارهابية بشكل كبير بفضل فطنة الوحدات الامنية والعسكرية الا ان تونس شهدت هذه الصائفة هجوما قرب معبد يهودي في جزيرة جربة نفذه رجل أمن تابع للحرس البحري مما أدى إلى مقتل 5 أشخاص، وأثارت الحادثة مخاوف لدى التونسيين من احتمال اختراق بعض العناصر المتشددة أجهزة الأمن كخلايا نائمة.
كما أثار فرار 5 عناصر متشددة متهمة بالتورط في اغتيالات سياسية واعتداءات “إرهابية” في نوفمبر الماضي من داخل سجن المرناقيةوهو أعتى السجون وأشدها حراسة مخاوف وشكوكا كثيرة لدى التونسيين تجاه أجهزة الدولة، لكن الأمن استطاع أن ينقذ الموقف بعد القبض عليهم.
الهجرة .. الافارقة لا حلول معهم
يعتبر ملف الهجرة غير النظامية الحدث الأبرز في 2023 بسبب ارتفاع أعداد المهاجرين غير النظاميين القادمين من أفريقيا جنوب الصحراء عبر ليبيا والجزائر نحو تونس التي تحولت إلى منطقة عبور بامتياز للمهاجرين باتجاه السواحل الأوروبية، خصوصا إيطاليا القريبة جغرافيا.
وبسبب تنامي أعدادهم في تونس دعا قيس سعيد في فيفري 2023 ، إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لوقف تدفق المهاجرين الأفارقة غير النظاميين، معتبرا آنذاك أن تفاقم أعدادهم قد يؤدي إلى نشوب عنف وجرائم، وقد وجّهت إلى خطابه انتقادات واسعة بدعوى أنه يسيء إلى المهاجرين ويعرضهم للخطر.
والى حدود اليوم لم تجد الدولة حلا للمهاجرين الافارقة الذين تغلغلوا داخل ولاية صفاقس ، ثم نقلتهم السلطات الى منطقة العامرة ، وهو في حقيقة الامر ليس الحل الامثل اذ ازدادت معاناة اهالي العامرة ، علاوة على عدم وجود قانون يفرض ترحيلهم غير الترحيل الطوعي.
الاتحاد الاوروبي على الخط
ووقعت تونس والاتحاد الأوروبي في جويلية الماضي اتفاق شراكة إستراتيجية لمكافحة الهجرة غير النظامية مقابل دعم مالي، وذلك عندما زاد وبشكل حاد عدد القوارب التي تغادر تونس، وقدمت إيطاليا دعما سياسيا كبيرا إلى تونس لتوقيع هذا الاتفاق.
كثيرة هي الاحداث التي شهدتها تونس سنة 2023 ، جئنا على البعض منها والذي كان محل جدل طال لاشهر وطبعا لن ينسوه التونسيون.