علّق القيادي في حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحّد محمد جمور على بيان رئاسة الجمهورية عقب اجتماع مجلس الأمن القومي بقصر قرطاج والذي خُصّص للحديث حول ظاهرة توافد أعداد كبيرة من المهاجرين غير النظاميين من إفريقيا جنوب الصحراء إلى تونس.
وإعتبر جمور في تصريح إذاعي أن “الخطاب المضمّن في البلاغ فيه شحنة من العنصرية والكراهية”، مضيفا ”أخجل من بيان الرئاسة حول الأجانب جنوب الصحراء.. فالخطاب تضمن شحنة من العنصرية والكراهية وهذا يضر بمصلحة التونسيين..”.
وقال ” لم أتصور يوما أن أسمع كلاملا مماثلا.. فخطاب العنصرية سمعناه عند هتلر، واليوم تونس تنخرط في هذه الجوقة، وشخصيا أستحي من ذلك..”
يشار إلى أن رئيس الجمهورية قيس سعيّد، ترأس عصر الثلاثاء 21 فيفري 2023 بقصر قرطاج، اجتماعا لمجلس الأمن القومي خُصّص للإجراءات العاجلة التي يجب اتّخاذها لمعالجة ظاهرة توافد أعداد كبيرة من المهاجرين غير النظاميين من إفريقيا جنوب الصحراء إلى تونس، وفق بلاغ صادر عن رئاسة الجمهورية.
وأكّد رئيس الجمهورية على أنّ هذا الوضع غير طبيعي، مشيرا إلى أنّ هناك ترتيب إجرامي تمّ إعداده منذ مطلع هذا القرن لتغيير التركيبة الديمغرافية لتونس وأنّ هناك جهات تلقت أموالا طائلة بعد سنة 2011 من أجل توطين المهاجرين غير النظاميين من إفريقيا جنوب الصحراء في تونس، مشيرا إلى أنّ هذه الموجات المتعاقبة من الهجرة غير النظامية الهدف غير المعلن منها هو اعتبار تونس دولة إفريقية فقط ولا انتماء لها للأمتين العربية والإسلامية، وفق تعبيره.
وأوضح رئيس الجمهورية أنّ تونس تعتزّ بانتمائها الإفريقي فهي من الدول المؤسّسة لمنظمة الوحدة الإفريقية وساندت عديد الشعوب في نضالها من أجل التحرر والاستقلال. كما أن ّتونس تدعو إلى أن تكون إفريقيا للأفارقة حتى ينتهي ما عانته الشعوب الإفريقية على مدى عقود من حروب ومجاعات.
وشدّد رئيس الجمهورية على ضرورة وضع حدّ بسرعة لهذه الظاهرة خاصّة وأنّ جحافل المهاجرين غير النظاميين من إفريقيا جنوب الصحراء مازالت مستمرة مع ما تؤدي إليه من عنف وجرائم وممارسات غير مقبولة فضلا عن أنها مجرّمة قانونا، وفق قوله.
ودعا رئيس الدولة إلى العمل على كلّ الأصعدة الدبلوماسية والأمنية والعسكرية والتطبيق الصارم للقانون المتعلق بوضعية الأجانب في تونس ولاجتياز الحدود خلسة.
واعتبر رئيس الجمهورية أنّ “من يقف وراء هذه الظاهرة يتّجر بالبشر ويدّعي في نفس الوقت أنّه يدافع عن حقوق الإنسان”.