قرار وزارة التجارة الذي وصف بالغريب حول إمكانية فتح محلات […]
قرار وزارة التجارة الذي وصف بالغريب حول إمكانية فتح محلات بيع الملابس الجاهزة والأحذية (ولم يذكر اللعب والحلويات والهدايا، وكلّها تنتظر عيد الفطر بفارغ الصبر والجيب)، وأعلنت عن جملة من الشروط المرتبطة بشروط التوقّي من عدوى الوباء كانت له ردود افعال مفاوتة
فقد رحّبت الغرفة الوطنية لتجار الملابس الجاهزة والأحذية بالقرار. وأكّد رئيس الغرفة أنّ هذا القرار جاء استجابة لمساعي الغرفة. وأكّد أنّهم واعون بدقّة الظرف، وأنّ الاحتياطات اللازمة سيتمّ اتخاذها من جانب أصحاب المحلات والعاملين بها في ما يهمّ التباعد بين الأفراد داخل المحلات، وضرورة تعقيم أركان قياس الملابس بعد خروج كلّ حريف منها، ووجوب ارتداء الكمامة بالنسبة للعمال وللحرفاء أيضا، والتزام المحلات بتوفير وسائل التعقيم.
لكن في الحقيقة ما أحلى أن نسمع هذه الأغنية الرومانسية التي تحكي عن ملائكة تطوف من محلّ إلى محلّ، ولا تكاد تلمس شيئا. إنّهم يتحدّثون عن مخلوقات أخرى لا نعرفها، ولا تشبه في شيء جحافل الأولياء (والوليّات خاصة) والتابعين من الأبناء والجيران والأقربين، وكلّهم حرص وإصرار على الطواف بكل المحلات الموجودة من باب البحر إلى البحر نفسه للعثور على أحسن كسوة في أحسن لون وأبخس ثمن، وخصوصا بالمقاس المطلوب حتّى وإن كان الصبيّ “ابن أمّه” وحزامه أعرض من حزام أبيه.
الموكب جميعا لا يسعه المسرح البلدي، وللجميع رأي في “لاموضة” هذا العام لونا وفصالة وقماشا، فمن أين سيأتون بـ100 متر مربع لكلّ 6 أفراد وعدد كبير من المحلات لا تتجاوز مساحتها المخصصة لاستقبال الحريف الـ15 مترا مربعا؟ من أين سيأتون بملابس وأحذية يقع الحريف في شراك حبّها من أوّل نظرة جودة وسعرا ومقاسا؟ ومن أين سيأتون بعمّال قادرين على خدمة الحريف وتعقيم المحلّ وإرضاء العرف الذي لا يرضى عن شيء؟ ومن أين سيأتون بشعب يتهادى البسمات ويحافظ على المسافات ويقضي شؤونه من دون مشاحنات؟ثم اخيرا كيف سيتم تعقيم الملابس التي يتم قيسها وارجاعها ؟
يا جماعة، يا من ستخرجون لاقتناء كسوة العيد للأطفال لأنّ التقاليد قضت بذلك… احذروا ثمّ احذروا ثمّ احذروا، فقد يكون الفيروس اللعين نائما في عطفة سروال، أو فوق زرّ قميص. احترسوا، ففرحة العيد ليست في اللباس الجديد بل في صحّة الأبدان.