تونس الآن
في نفس اليوم أي الثلاثاء غرة فيفري 2022، الذي عقدت فيه رئيسة الحكومة نجلاء بودن مجلسا وزاريا عن بعد حول الاعداد لعقد اتفاق مع صندوق النقد الدولي وذلك بحضور الوزارات المعنية والبنك المركزي التونسي حلّ بتونس رئيس نادي باريس ايمانويل مولان بوصفه المدير العام للخزينة الفرنسية في زيارة غير معلنة حيث التقى كلا من محافظ البنك المركزي ووزيرة المالية بما يؤشر أنه قد يكون شارك في الاجتماع المنظم عن بعد والذي ضمّ -كما سبق وذكرنا- وزيرة المالية ومحافظ البنك المركزي سيما وان موضوع الزيارة كان الإصلاحات التي يفترض ان تقوم بها تونس بغاية الحصول على دعم صندوق النقد الدولي كما ذكرت ذلك نشرية “افريك انتليجنس” التي أوردت الخبر .
وتأتي هذه الزيارة بعد المكالمة الهاتفية التي جمعت الرئيس الفرنسي ماكرون بقيس سعيد يوم 22 جانفي المنقضي والذي عرض خلالها دعم فرنسا لتونس .. دعم بدأ بإيفاد المدير العام للخزينة الفرنسية ايمانويل مولان الذي يرأس بدوره نادي باريس الذي يضم 22 دولة مقرضة ويعتبر الملجأ الأخير للدول التي تعجز عن تسديد ديونها حيث يتم دراسة ملفات وجدولة ديونها بعد فرض شروط واضحة.. فهل معنى هذا ان تونس على وشك اللجوء الى النادي ام ان حلول المدير العام للخزينة الفرنسية يدخل في خانة الحيلولة دون وصول تونس للنادي؟
مبدئيا يبدو التوجه الثاني هو الاسلم لكن هل تُرى حكومة قيس سعيد قادرة على تنفيذ الإصلاحات الكبرى التي يفرضها صندوق النقد ام انه من الصعب عليها في مرحلة انتقالية تجسيم ذلك؟
أسئلة حارقة تبقى معلقة في ظل واقع يعلمه الجميع وتوضيحات مسؤولين كبار لا تشفي الغليل او تراها بعيدة كل البعد عن الحقيقة.. في الانتظار تظل الازمة المتعددة الأوجه: سياسية، اقتصادية، مالية، اجتماعية وصحية تخيّم على تونس دون رؤية واضحة لما تخفيه الأشهر القادمة
حافظ الغريبي