تونس الآن
تداولت بعض المواقع الإلكترونية مساء أمس أن صندوق النقد الدولي أكد على لسان بعض الخبراء ان سبب عدم نشر الصندوق لتوقعات الاقتصاد التونسي للخمس سنوات القادمة مرده عدم اقتناع الصندوق ببرنامج الاصلاحات، لكن الحقيقة أنه وخلافا لما تردد فان عدم نشر تلك المعطيات مرده أن تونس لا تزال بصدد التفاوض الفني مع الصندوق بحيث لا تزال توقعات الاقتصاد التونسي محل نقاش وتقييم وتحيين خاصة مع مستجدات الحرب الاوكرانية. وبالتالي وحسب المعايير الفنية للصندوق لا يمكن نشر تلك المعطيات غير المصادق عليها وغير الرسمية لاعتبارات فنية، خاصة وأن معطيات أي بلد يتم تحليلها وتقييمها من قبل كل المتابعين للشأن الاقتصادي وخاصة الدائنين الذين يولون أهمية لما يتم نشره من قبل صندوق النقد الدولي، ومثل هذا الامرلا يخص تونس فقط بل وبالرجوع إلى التقرير فانه يشمل كذلك بلدان أخرى لم يتم نشر معطياتها لنفس السبب.
لا يمكن أن ننكر أن مفاوضات تونس مع الصندوق صعبة بالنظر إلى الوضعية المالية الدقيقة لاقتصادها وهو أمر يعرفه جيداً الوفد التونسي الموجود في اجتماعات الربيع وخاصة محافظ البنك المركزي مروان العباسي الذي يتقن جيدا فن التفاوض مع الصندوق لكن هذا لا يعني أن الأفق مسدودة أو ان تونس في طريق مسدود لذلك فأنه من الواجب على بعض الخبراء مزيد التحري ومراعاة جوانب خفية وعلى سلط الاشراف أن تلعب ورقة الشفافية وأن تقدم التوضيحات في ابانها لا تكتفي بدور رجل الإطفاء في كل مرة.
محمود بن محمد