أكد الدكتور في الجيولوجيا البترولية والمستشار بالمؤسسة التونسية للانشطة البترولية، الحبيب الطرودي، اليوم الثلاثاء ان الدراسة الأمريكية حول وجود احتياطيات هائلة من النفط بالسواحل التونسية لا يمكن ان تعتمد على انها مرجع علمي خاصة في ظل عدم ارتكازها على نتائج المسح الزلزالي الذي يشكل ركيزة اساسية في تقييم المكامن النفطية .
وقال انه طالما لا تعتمد على الدراسة والتحاليل الزلزالية المتوفرة بهذه الاحواض الروسوبية، فان الدراسة الأمريكية تبقي غير دقيقة خاصة وان تقنية المسح الزلزالي هي التي يمكنها ان تعطي فكرة للباحثين عن وجود وحجم المكامن.
وبين الطرودي أن هذه الدراسة الجيولوجية تعود الى ما قبل سنة 2011 ، و جرت في حوض سرت التابع الى ليبيا والأحواض المجاورة وبما يعرف بحوض “بيلاجي” التونسي .
ويضم هذا الحوض خليج قابس وخليج الحمامات ومنطقة الساحل وصفاقس وتونس والقيروان وصولا الى الوطن القبلي ويشكل هذا المجال حوضا جيولوجيا غنيا بالترسبات.
وأضاف ان عديد الدراسات نشرت حول هذا الحقل من بينها دراسة قام باعدادها ونشرت سنة 2017 ضمن “نورث افريكان بوك” تبحث في الأحواض، وقد توصلت الدراسات الى وجود أغلبية العناصر التي يمكن ان تدل على وجود النفط الخام.
وأكد في هذا السياق، أن هذه المنطقة شهدت من سبعينيات القرن الماضي، عمليات مسح زلزالي لما يقارب 200 ألف كلم وقد تم حفر 220 بئر في خليج قابس والحمامات والساحل والوطني القبلي.
وافضت عمليات المسح الى اكتشاف حقول “عشتروت” و”اميلكار” و”صدر بعل” و”سريسنا” و”سيدي الكيلاني” و”رامورا” و”بلي” و”المنزه”، لكن الحوض لم يشهد منذ 1990 اي اكتشاف. علما وان أغلبية هذه الحقول تسجل انخفاضا طبيعيا مستمرا للانتاج.
ولفت إلى أن توقف عمليات الاستكشاف يعود الى اثبات كل الدراسات عدم وجود مكامن بالوفرة المذكورة والقادرة على انتاج النفط.
وأوضح انه باستثناء حقلي “عليسة 3” و”مهدية 3″، لم يتم حفر اي آبار أخرى منذ سنة 2009 على مستوى حوض البيلاجي التونسي علما و ان الانتاج على مستوى البئرين يعد ضعيفا.