بقلم : الهام الجادري ( الجامعة المستنصرية/ بغداد). سوف اتجرا […]
بقلم : الهام الجادري ( الجامعة المستنصرية/ بغداد).
سوف اتجرا واقول لك لقد تغيرت يا أمّي.
سوف ابوح لك عن احلامي التي جعلتُها في كارتون ورميت بها قبل عقدين.
اخرجتها من سلة الوفيات اليوم ، من بيتنا العتيق الكئيب.
سوف اقول لك اليوم انني كبرت ولم اعد اخاف وهم ماتسمعين ، لم اعد اهاب من تهابين
لم اعد اكترث لما تكترثين
لم اعد نسخة منك
لكن ماظل مُسْتنسخا وعالقا فيّ منك
هو ذاك البياض الذي ملاتِ به قلبي بلون شال شعرك الناصع .
قلبي الذي.. لازال يلهج .. الاّ بالحب…والامل..والاغنيات.
اقتلعتُ روحي من براثن صفحات ذلك التاريخ المظلم
احاول ان اقف وانا اناهز واصارع الاربعين
لتطير ظفائري التي لم تستطع ان تلعب مع الريح في الرابعة عشرة.
أحاول ان اركض بثوبي القصبر
كي يطير قبل ان يَبْلى فوق جسدي كل شيء.
صدقيني.. ليس هناك من وحش ينتظرنا في الظلام عندما نفارق الحياة..لا يوجد شيء غير الحب.
نحن إنهزمنا من زمان .. يا أمي.
إنهزمنا لما مشينا … الشيوخ والدراويش …
واصبحنا نشير الى بعضنا … هذا مسلم وهذا مسيحي ..هذا شيعي ..وهذا سنّي.. هذا قَبْطي وهذا ملحد وزنديق ..وهذا وطني لا يشق له غبار.
إنهزمنا لما المرأة العربية الرائعة إقتنعت بأنها عورة وناقصة عقل مع إنها كانت شديدة الرقي و الجمال كانت ملكة..من ألاف السنين ..
إنهزمنا لما صار المهندس و الطبيب وأستاذ الجامعة يتحلّق جميعهم القرفصاء أمام شيخ ” لا يملك ” الابتدائية و يستمعون له بكل تركيز … بل يخطط و يقرر لهم كل حياتهم.
إنهزمنا لما اصبحت “شيخة ” لا قيمة لها تسيطر علي ملايين النساء و تلغي عقولهم تماما في الدرس الديني وتحولهن بضحكة او دمعة ماكرة الى دُمى تحركهم كيفما شاءت .
إنهزمنا لما تصورنا الدين “ذقن” دون شوارب و نقاب وحجاب و ليس … أخلاق و معاملة .
إنهزمنا لما تمكن داعية ديني معتوه ووأفّاق من أن يُلبس الملايين مثل تلك الخيمات وأزياء الجواري… بعد ان صدقه الذكر والانثى.
إنهزمنا لما أصبحنا نشير بالبنان الى كل غوغائي ولص ماكر بانه العالم العظيم ورجل الخير … بل أعلم علماء الأمة .
إنهزمنا لمّا صار مجرد التفكير يأخذنا الى الى حالة من الرعب والذعر .. ولا نجرؤ حتى علي مناقشة ما زرعوه داخل عقولنا بل و ندافع عنه بإستماتة .. حتي لو كان كلاما فارغا .
إنهزمنا لما صرنا نرى ان أعلى التبرعات واغلاها تذهب لبناء دُور العبادة .. و أبخسها – ان حصلت – لمراكز البحث العلمي… .
إنهزمنا لما صارت حياتنا مزايدات دينية في منتهى السخافة و الزيف والسطحية … بل والجهل الازرق.
إتهزمنا لما سمينا خديعتنا وبلاهتنا
وحمقنا..وخديعتنا وخراب اوطاننا..وفرقتنا وحرقتنا
وذهاب ريحنا.. بالربيع العربي.
إنهزمنا لما صرنا لا ندرك الفرق بين الشرف.. و بين … قلة الأدب و السفالة .
إنهزمنا من زمااان لما سلّمنا عقولنا لكمشة من الاوباش وصانعي الوهم..وبأئعي الريح للمراكب. …
معركتنا الحقيقية ليست في تحديد واصطفاء وترتيب من سوف يدخل الجنة.. بقدر ماهي..إعْمَار الارض واشاعة الطمانينة والخير والكرامة والجمال في كل شبر فيها..وفينا.. وخوض معركة العلم و الحداثة ..
وطرد جحافل الجهل و التخلف وما الى ذلك من الادران والأمراض. للأسف علينا أن نعترف بالهزيمة .. وأن التخلف هو المنتصر حتى الآن .
لم يهزمنا احد… بل هزمنا أنفسنا وسوف نبقى على هذه الحال طالما تخلينا عن عقولنا ..!
– كم احبك أمي..!!