وجّه الصادق شعبان، الجامعي والوزير الأسبق زمن بن علي رسالة […]
وجّه الصادق شعبان، الجامعي والوزير الأسبق زمن بن علي رسالة إلى تلميذه وزميله وصديقه رئيس الجمهورية قيس سعيد، قال فيها: “وأنت تخاطب رئيس الحكومة… ضاع مني كل هذا التاريخ… لم أعد أعرف الطالب في القانون ولا الأستاذ في القانون ولا الصديق المنتصر للحق ولا الرئيس الراعي لكل التونسيين”…
وقال الصادق شعبان في رسالته التي نشرها على صفحته على شبكة التواصل الاجتماعي “سيدي الرئيس
عرفتك طالبا عندي وكنت من أحسن الطلبة…
عرفتك زميلا وكنت من أفضل الزملاء…
عرفتك صديقا وكنت من أعز الأصدقاء…
رحبت بك رئيسا للجمهورية وتوسمت فيك كل الخير…
لكن…
لما سمعتك أول أمس… لما سمعتك منذ يومين وأنت تخاطب رئيس الحكومة… ضاع مني كل هذا التاريخ…
لم أعد أعرف الطالب في القانون ولا الأستاذ في القانون ولا الصديق المنتصر للحق ولا الرئيس الراعي لكل التونسيين…”
وتابع قائلا: أخي وصديقي وسيدي…
أنسيت أنك رئيس التونسيين جميعا دون أي استثناء…
أنسيت أنك حامي الدستور…
أنسيت أنك رمز الوحدة الوطنية مهمته أن يجمع لا أن يفرق…
أنسيت أنك تجسّم هيبة الدولة التي لا يمكن أن تهان رموزها أبدا …
كلامك جارح مسّ كل الدستوريين …
كلامك مؤذ مسّ رجال النظام السابق وإني من النظام السابق أعتز بانتمائي له وأفتخر بما حققه هذا النظام لتونس وللتونسيين استقرارا ورفاها واستقلال قرار…
أنا عشت التحولات ودرست ودرّست الانتقال السياسي… لكل عصر نظامه …لا يجوز شيطنة نظام لأنه النظام السابق… لأن نظام اليوم سوف يكون يوما ما النظام السابق…
اجترار الماضي خطير … والبقاء فيه مرض عضال… فالمشي إلى أمام يكون خطيرا كلما بقيت وجوهنا ملتفتة إلى وراء…
بقاء العدالة الانتقالية إلى اليوم – هذه المصيبة الكبرى – هي مهزلة القضاء في العصر الحاضر …” منظومة” العدالة الانتقالية كما نص على ذلك الدستور كل المنظومة هيئة و دوائر انتهت بانتهاء الأربع سنوات التي خصصت لها ، فكل قضاء استثنائي – و أنت أفضل العارفين – لا شرعية له خارج المدة و هذه المدة انتهت منذ ماي 2018 …
الخبرات الدستورية التي قبلت العمل مع النظام الحالي إنما قبلت من باب الوطنية ورفعة الأخلاق لا غير … كنت أتوقع منك أن تشكرهم، و أن تستمع اليهم … فهم أفضل الكفاءات مهما بحثت…
نحن الآن في مرحلة فوضى تستوجب من القيادات في الدولة وفي الأحزاب وفي النقابات التحلي بالحكمة لضمان أسباب الاستقرار وتطوير مناخ الاستثمار إلى حين إصلاح النظام السياسي الذي يبقى سبب الفوضى …
أترقب من رئيس الحكومة موقفا شجاعا يعيد الاعتبار للمؤسسة الحكومية…
أشكر صديقتي عبير موسي التي كانت كالعادة في مستوى الحدث وقدمت مشروع قانون للكف عن كل الخروقات لمبادئ المحاكمة العادلة ودفن عدالة انتقامية ماتت منذ سنتين …
اشكر صديقي محسن مرزوق الذي كان نادى للمصالحة منذ سنوات وعمل على إيقاف النزيف والبناء على أسس جديدة…
أتمنى من كل القيادات الحزبية الأخرى العمل فعلا على إخراج تونس من الاحتقان وتجنيبها الصدام و الاهتمام بما ينفع البلاد و العباد… ” وفق قوله.