مازال الكثيرون يتذكرون الكارثة النووية الشهيرة في منطقة تشرنوبيل ولكن اندلاع حريق بغابات في تلك المنطقة أثار تساؤلات عديدة حول احتمال أن يكون الدخان المتصاعد من الحريق قد كان يحمل في طياته إشعاعات نووية خاصة أن الدخان شمل مناطق عديدة من أوروبا و بعض المناطق في شمال إفريقيا.
وتعود المسألة إلى يوم 4 أفريل الجاري عندما اندلع حريق في غابات تشرنوبيل الأوكرانية بالقرب من قرية فلاديميروفكا كوتوفسكي على مقربة من محطة للطاقة النووية،و لم تتمكن فرق الإنقاذ من إخماد الحريق، على الرغم من أن سلطات أوكرانيا أبلغت عن إخماد كامل على الحريق، حسبما ذكرته أمس السبت قناة “زفيزدا” الروسية مؤكدة تواصل الحريق.
ولا يزال أكثر من 500 من رجال الإنقاذ وأكثر من 100 قطعة من المعدات، بما في ذلك مروحيتان، يشاركون في إخماد الحريق الذي أتى على 12 قرية غير سكنية. ويتم قياس مستوى الإشعاع باستمرار كما يتم التأكيد أنه ضمن الحدود الطبيعية.
ويقول فرع منظمة “غرينبيس”، المعنية بالدفاع عن البيئة، إن الحريق اندلع على بعد كيلومتر واحد فقط من المفاعل النووي الشهير، الذي كان قد شهد تسربا إشعاعات نووية في 26 أفريل 1986، على الرغم من تصريحات مسؤولين أوكرانيين بأن “كل شيء سيكون على ما يرام”.
وحسب المنظمة انتشر الحريق الأكبر على مساحة تصل إلى 34 ألف هكتار، في حين أن حريقًا ثانيًا وقع على بعد كيلومتر واحد من المفاعل، وانتشر على مساحة 12 ألف هكتار.
ويخشى من أن الحرائق قد تثير الرماد المشع على الأرض، ومن احتمال وصول الدخان الملوث بالإشعاع إلى العاصمة كييف.
وفي 5 أفريل أعلنت السلطات الأوكرانية تسجيل ارتفاع في مستويات الإشعاع بالمنطقة المغلقة قرب محطة “تشرنوبيل” وقال مدير دائرة التفتيش البيئي الحكومية، إيغور فيرسوف، في منشور على موقع فايسبوك: “هناك أخبار سيئة، الإشعاع بمستوى أعلى من المستوى الطبيعي في مركز الحريق”.
وتضمن المنشور مقطع فيديو لعداد “غايغر” الخاص بقياس الإشعاعات، الذي أظهر أن مستوى الإشعاع يفوق بـ16 مرة المستويات الطبيعية.