وطنية: قال رئيس الجمهورية قيس سعيّد اليوم الأحد 23 جويلية 2023 إنّ موضوع الهجرة غير النظامية تحوّل في السنوات الأخيرة إلى مأساة إنسانية.
قال رئيس الجمهورية قيس سعيّد اليوم الأحد 23 جويلية 2023 إنّ موضوع الهجرة غير النظامية تحوّل في السنوات الأخيرة إلى مأساة إنسانية.
وتوجّه سعيّد في كلمة ألقاها خلال مشاركته في المؤتمر الدولي حول التنمية والهجرة المنعقد بالعاصمة الإيطالية روما ونشرتها الصفحة الرسمية لرئاسة الجمهورية بـ”الشكر والامتنان لرئيسة مجلس الوزراء الايطالي جورجيا ميلوني التي لم تتردد لحظة واحدة في الاستجابة للمبادرة التونسية للبحث بصفة جماعية في الحلول بعد تحديد الدواعي والاسباب”
وأكّد على أنه “لم يعد من الممكن اليوم معالجة هذه الظاهرة لا بصفة منفردة ولا عبر أتفاقيات ثنائية… فلا تكاد تخلو نشرة أخبار واحدة من أنباء عن غرق سفينة أوبحث عن جثث أو إحباط محاولة هجرة في عرض البحر… إنتشرت القوارب ومعها رائحة الموت في كل مكان.. ولم يعد الأمر مقتصرا على البحار بل صارت الصحارى طريقا للهروب من البؤس، واليأس والظلم”.
وأوضح سعيّد أن الهجرة كانت خلال القرون الماضية تتم من الشمال إلى الجنوب على غرار هجرة الايطاليين والمالطيين إلى تونس، وأغلب هذه الهجرات كانت للأسف لغايات إستعمارية.. واليوم صارت الهجرة عكسيا من الجنوب إلى الشمال” وتسائل “أليست هذه الهجرة في الاتجاه المعاكس هي نتيجة للهجرة التي سبقتها في ظل الاحتلال والاستعمار.
وتابع “إن خيرة شبابنا وزهورنا تتوجّه إلى بلدان الشمال ولا تجد حظّها في كثير من الأحيان، مع نظرائهم في هذه البلدان، فالأطباء والمهندسون وغيرهم من الاطارات العليا تتوجّه إلى دول الشمال ولا يمكن أن تقدّر قيمة هذه الثروة البشرية لا بالأورو ولا بالدولار، فكم ثمن طبيب مختص في الانعاش على سبيل المثال؟”.
وأضاف “فلنبذر الحقول في دولنا المليئة بالخيرات.. ولنسكت أصوات البنادق والمدافع معا، فدوي الرصاص والانفجارات لم يسكت أبدا في عديد الدول الافريقية منذ حصولها على الاستقلال إلى اليوم.. فثمن قذيفة واحدة أو صاروخ واحد يكفي ليسد الجوع والفقر لآلاف المعذبين في قاراتنا السمراء التي نعتزّ بالانتماء إليها.
وتسائل رئيس الجمهورية “من أين تأتي كل هذه الأموال للأسلحة ولا تتوفّر لزرع بذور الخير والأمن والسلام؟”… إن الواجب يقتضي منا اليوم ومن الأمم المتحدة على وجه الخصوص إنشاء مؤسسة مالية عالمية جديدة يتم تمويلها من القروض بعد إلغائها، ومن الأموال المنهوبة بعد استرجاعها لارساء نظام انساني جديد حتى يحل الأمل مكان اليأس وحتي يعم الرخاء الجميع.