أدب: صرت اكره متابعة التلفزبون منذ فاجعة الزلزال المدمّر المرعب الذي ضرب تركيا وسوريا. بل صار قلبي يوجعني حزنا وألما ، على ما لحق بسوريا.
صرت اكره متابعة التلفزبون منذ فاجعة الزلزال المدمّر المرعب الذي ضرب تركيا وسوريا.
بل صار قلبي يوجعني حزنا وألما ، على ما لحق بسوريا الحبيبة خاصة وباهلها من خراب عظيم ، وما دار في اقاليمها وبين عشائرها من قتل.. وصراع اعمى وتهجير ..وتشرد وبؤس وتجويع لم يسلم من احقاد فتنتها لا الاطفال ولا الشيوخ ولا النساء.. وحتى الحجر والشجر والطير.
اثنا عشر عاما من الاقتتال بين الارحام والتناحر والحقد الاعمى.. احال الهلال الخصيب الى خرائب واطلال..وحقول من حرائق ومشانق ودماء من أجل خيط – قيل لهم ولنا جميعا- إنّه خيط الحق والحرية والديمقراطية والعدل والكرامة…وما هو في الحقيقة الا خيط مشنقة زيّنوه لنا في شكل قوس قزح ،، ثم وضعناه نحن حول رقابنا ، وبايدينا، ونحن نغني لموتنا من حيث لا ندري..
لم يكف سوريا وحضارة ” زنّوبيا” عشبة الموت ..ومرارة وبشاعة وهول تلك الاعوام من الحرب الاهلية..وحصار شياطين امريكا والغرب وحتى ذوي القربى لها..الذين حبسوا الغذاء والدواء عنها.. ومنعوا عن شعبها كل مرافق وضروريات الحياة..حتى فاجأها زلزال عنيف غادر ، أمات الآلاف ، واخذ في دقائق ما تبقّى عالقا في مفاصلها من غبار الحياة.
لقد تعمد حكّام دول كثيرة مزيد اذلالها ..القريب منهم والبعيد..وهم يدركون جيّدا ان الحالات الانسانية عند النكبات والكوارث والجوائح تختلف كثيرا عن المواقف والشطحات السياسية..
تصوروا معي ، لو حدث مثل هذا الزلزال في عمق ” الكيان الاسرائيلي”.. لشفنا في ساعة واحدة كل دول العالم تفر اليها.. ولرأينا جسورا جوية وبحرية وارضية تغرق اراضيها وموانئها وحتى سماءها عسلا وعنبا وفاكهةوزرعا وإبّا.. ولفاضت خزائنها بأموال قارون حتى ولو كانت بهم خصاصة.
سوف تتابعون معي بالتأكيد.. وخلال الايام اللاحقة..وعبر شبكات العنكبوت.. تعاظم صراخ ” دجالي” المسلمين وهم يشيرون الى ان هذا الزلزال الرهيب ، ما هو الا.. علامة كبرى من علامات قيام الساعة.. بل انني قرات دعاء أحدهم..وقد سماه : “دعاء الزلازل”..
لا اخفي اني ضحكت بمرارة وانا العنه بما استحضرته وقدرت عليه..ثم كتبت له حانقا :
على حد علمي ، لم ينتبه الرسول الكريم طيلة حياته الى حدوث زلزال بمحيطه الجغرافي..حتى اثناء تجارته لخديجة ب “الشام”..ولا علم به كذلك من قبل “ل : سفيان بن حرب” في رحلات تجارته ايصا في الشتاء والصيف..بل لم تكن لهم ثقافة زلزالية بتاتا.. وانّ سورة ” الزلزلة”. لا علاقة لها لما يغلي في باطن الارض..فمن أين تأتون بمثل هذه الادعية ل : “الحسين” و ” وحُنَين”..ايها المخادع الدجّال.
وهكذا..كبرنا ، وكبرت أجيالنا تحت خيام ضبابهم..بل صار الفرق بيننا وبين الغرب الكافر..انهم تفطنوا منذ قرون قليلة مضت الى العلوم الصحيحة..فشدوا اليها الرحال والهمم والعزم جيلا اثر جيل..
اما نحن..فما زلنا نلهج بالدجل والخرافة.. وما زالت مساجدنا والسماء تكتظ بأدعية الجهلة السذّج
المنافقين..والدجّالين المنافقين..بلا طائل.. بل انها ترتدّ علينا غضبا يرمينا برَجْم من سجّيل.
رحم الله كل موتانا بسوريه العظيمة التي ،، بالتأكيد ، وقريبا،، سوف يُعرّش من جديد في نبضات قلوب أهلها ، وشرفاتها الباسمبن..!!