لن استطيع التحوّل الى فأس ، وانا الشجرة.
لن اتخلى حتى ..عن حجارة اجلستني لحظة ، ناولتني ولو لبرهة استراحة طائر أعيته اجنحته في سماء لا غيمة فيها ولا ظل رمح.
لن استطيع تغيير ايقاع خرير الدم في قلبي.. ومحو صدى اصوات كل الذين بادلوني ضحكة وتحايا العابربن.. او كل الذين تركوا بصمة
في مرايا عيوني..وذاكرتي وشذا ياسمين يفوح تارة.. ويفتر ويقلق مع ريح الايام تارات..
حتى ثيابي القديمة حين اتخلى عنها او أرميها..أحسّ كأنّي خنت كل مسامات جسدي.. لانها الوحيدة التي ناولتني الدفء ، وسترت عورتي وعاشرتني بمعروف وأناقة وتعفف في حالات الخصاصة والكفاف ، وشهدت معي فرحي ، حزني، عشقي، خيبتي، وكل طقوس الاعراس والانكسارات.
لن استطيع أبدا..ان اغير صرختي..غضبي..او ابتسامة الطفل في خطوط شفافي أو اصنع ابتسامة لي كل صباح اوزعها بالتقسيط على أهل اليمين وأهل الشمال ..وأزنها حسب المزاج..!
لن استطيع ما حييت أن أبدل سنابل أصابعي الى مناجل..وأحبّ في الربيع مثلا وأكره في الخريف حين تتعرى الاشجار وتيبس من تحتها كل عارشه.
– واعجبي.. كيف يقدر الكثير من عباد الله..ان يكرهوا بغتة كاعصار..وكأن بحوزتهم في كل آن وحين علبة ألوان..يستعملون الابيض والاخضر منها في سبورة حياتهم كلّما راقت نفوسهم وحسب الحاجة والصلوحية.. ثم يسرعون الى فرشاتهم لاستحضار اللون الاسود العميق لازالة وطمس كل آثار الاعشاب تحت أقدامهم وفي نفوسهم وحقول عيونهم.. كما يعجن عمّال المقاولات اسفلت الطرقات تماما..!
– كم هي كثيرة..ومثيرة احجار النهر حين يجف وتخونه مزن السماء ..ومع ذلك لن يغّير مجراه حتى آخر الدهر.
– سوف اظل اغني :
كل الذين أوجعوني.. لم ازل أحبهم..!