لم تبدأ امبراطورية شركة ديل Dell للحواسيب من مبنى فخم، […]
لم تبدأ امبراطورية شركة ديل Dell للحواسيب من مبنى فخم، بل من غرفة صغيرة في سكن جامعي، ورأس مال قدره 1000 دولار !
أن تتبع شغفك يعني أن تصل إلى مكان رائع بلا شك، هذا هو ما حدث مع بطل قصتنا اليوم، الطفل مايكل الذي لم يتجاوز الـ 13 من عمره بعد، الذي وجد شغفه في أجهزة الكمبيوتر والتي لم تكن منتشرة بشكل كبير حينها، ولم تكن معروفة مثل اليوم.
ماذا فعل مايكل تجاه شغفه؟ وما الذي وصل إليه؟ ربما هو نفسه لم يكن يتخيل ما وصل إليه.
رجل أعمال منذ الطفولة:
ولد مايكل في ولاية تكساس الأمريكية في منتصف الستينات لأسرة متوسطة الحال، بدأ شغف مايكل بالكمبيوتر وهو في الثالثة عشر من عمره، ولم يكن الكمبيوتر جهاز مألوف كما هو حاليًا، وبالطبع لم يكن بهذا الانتشار.
بدأ مايكل حياته مع التجارة في بيع الطوابع ، واستطاع بذكائه ومهارته الواضحة في مجال التسويق أن يمارس التجارة في وقت مبكرة ، حتى استطاع جمع حوالي 2000 دولار، وهو رقم كبير بالنسبة لطفل في بداية حياته.
استمر مايكل في تجارة الطوابع وغيرها من الأدوات في أوقات فراغه ودراسته، إلى أن أصبح في الخامسة عشر من عمره، حينها قام بشراء كمبيوتر قديم وبدأ في اكتشاف هذا الجهاز الغريب بالنسبة له، وقام بتفكيك الجهاز وإعادة تركيبه أكثر من مرة، ليرضي فضوله بالتعرف على تفاصيله الخفية.
ازداد شغف وهوس مايكل بالكمبيوتر لدرجة أنه تغيب عن المدرسة لمدة أسبوع، وذلك لحضور مؤتمر خاص بعالم الكمبيوتر في ولاية أخرى تبعد كثيرًا عن ولاية تكساس حيث مقر سكنه، واستمر مايكل في التعرف على الكمبيوتر والتعلم والبحث والاكتشاف إلى أن وصل إلى المرحلة الجامعية.
تأسيس أول شركة:
دخول الحياة الجامعية لم ينسي مايكل شغفه بل بالعكس ازداد فضوله تجاه الكمبيوتر، خاصة أنه في ذلك الوقت في بداية الثمانينات كان جهاز الكمبيوتر بدأ في الانتشار وتقريبًا أصبح موجود في كل بيت.
وهنا كانت نقطة الانطلاق بالنسبة لمايكل حيث قام بتأسيس شركته الأولى لبيع أجهزة الكمبيوتر وتقديم خدمة تجميع الأجهزة وبيع كافة مستلزماتها، وقام بتسمية الشركة بي سيلز ( B Sales )، والملفت في الأمر هو أنه قام بتأسيس الشركة في غرفته في السكن الجامعي للطلاب!
إطلاق شركة ديل dell والمقر غرفة متواضعة:
بدأ مايكل العمل بلا توقف في شركته الجديدة التي أسسها في غرفة نومه، ونشر خدماته بين طلاب الجامعة، حيث قدم لهم أجهزة بسعر تناسب ظروفهم كونهم بلا عمل، واستمر مايكل في بيع أجهزة الكمبيوتر للطلاب حتى حقق انتشار واسع وشهرة بين الطلاب.
لم يجد مايكل أي فائدة من الاستمرار في الدراسة، وهنا قرر مايكل ترك الدراسة والتركيز على شركته بمقرها الجديد، وقام بإستئجار شقة وأطلق شركته الجديدة تحت اسم ديل، نعم، هي شركة ديل العالمية لأجهزة الكمبيوتر كانت بدايتها من غرفة في سكن جامعي، ثم شقة إيجار، وبدأت برأس مال لم يتجاوز الألف دولار.
سرعان ما تطور مايكل وبدأ في إنتاج أول جهاز كمبيوتر من تصميم الشركة، وتم إطلاقه في السوق بإسم Turbo PC، وبمرور الوقت بدأت الشركة في إنتاج أجهزة ذات جودة أفضل وأداء أسرع وبسعر مناسب، حتى تمكن من تحقيق أرباح تجاوزت الـ مليون دولار أمريكي خلال العام الأول للشركة.
من غرفة في السكن الجامعي إلى 170 فرع حول العالم:
بحلول العام 1987 كان مايكل قد بدأ في تنفيذ خططه التوسعية، حيث افتتح أول فرع للشركة في مدينة لندن، ويعتبر هذا الفرع هو الأول خارج أمريكا، لتتوالى بعدها الفروع في السوق الأوروبي.
وفي العام التالي 1988 تم عرض الشركة للاكتتاب، وحصل مايكل على أرباح وصلت إلى 30 مليون دولار، قامت باستخدام هذا المبلغ الضخم في إطلاق المزيد من الفروع حول العالم، فضلًا عن افتتاح مصانع خاصة بها.
وبعد عامين تم إدراج شركة ديل dell كواحدة من أفضل 500 شركة فى العالم وفقًا لمجلة فورتشن، أي بعد 7 سنوات من تأسيسها أصبحت من أفضل الشركات حول العالم.
وتتوالى الإنجازات إلى أن تحولت إلى دل إنكوربوريشن وبدأت في إطلاق منتجات غير أجهزة الكمبيوتر مثل الكاميرات الرقمية، والشاشات، وأجهزة التلفزيون وغيرها.
هذه هي قصة تأسيس شركة ديل dell العالمية وصاحبها مايكل الذي أعطى درس قوي لكل من يركز على الظروف السيئة أو يخلق أعذارًا بعدم توفر الموارد أو أن الوقت غير مناسب، من يريد أن يبدأ في مشروعه سيبدأ بأقل الموارد وأيًا كانت الظروف.
البداية كانت في غرفة السكن الجامعي، الآن وصلت فروع الشركة إلى 170 فرع حول العالم، ويعمل بها أكثر من 50 ألف موظف، وتحقق الشركة أرباح سنوية تصل إلى 60 مليار دولار، ووصلت ثروة مايكل نحو الـ 30 مليار دولار!