شكّلت الروائح الكريهة المنبعثة من جثث المهاجرين غير النظاميين من جنسيات إفريقية جنوب الصحراء، المودعة في غرفة الأموات بالمستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة بصفاقس، والتي أثرت سلبا على المحيط العام بالمستشفى، مصدر إزعاج لعديد المواطنين، مما أثار موجة من الغضب والاستياء في صفوفهم.
ودعا المدير الجهوي للصحة بصفاقس الدكتور حاتم الشريف، اليوم السبت، إلى ضرورة التعجيل بدفن جثث هؤلاء الضحايا الذين كانوا قد قضوا نحبهم جراء غرق قواربهم عرض سواحل الجهة، في محاولات هجرة غير نظامية، وذلك عبر مزيد تفاعل مختلف بلديات صفاقس وتكفلها بدفن جثث هؤلاء المهاجرين غير النظاميين الأفارقة، في انتظار إيجاد حل جذري للتعهد بجثث الأجانب في مقابر خاصة بهم.
ولاحظ المصدر ذاته، أن الحل الأخير، يتطلب وقتا طويلا وإمكانيات مادية ولوجستية هامة، وهو خارج عن نطاق وزارة الصحة التي تتكفل بإيواء هذه الجثث في غرفة الأموات بالمستشفيات الراجعة لها بالنظر وتشريحها وتحديد الهويات فحسب، وفق تأكيده.
وذكر الشريف، أنه توجد إلى حدود، يوم أمس الجمعة، في غرفة الأموات بالمستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة بصفاقس، 44 جثة لمهاجرين غير نظاميين من جنسيات افريقية، ومن المنتظر ان يرتفع هذا العدد جراء غرق مركب في الليلة الفاصلة بين 25 و26 ماي الجاري عرض سواحل جزيرة قرقنة على بعد حوالي 25 كلم من منطقة “العطايا”، كان يضم حوالي 100 شخص من جنسيات مختلفة، في محاولة هجرة غير نظامية، مضيفا انه قد تم إنقاذ 24 من بينهم، فيما لا يزال 75 في عداد المفقودين.
وأضاف المدير الجهوي للصحة بصفاقس قوله “إن غرفة الأموات بالمستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة التي تبلغ طاقتها القصوى بين 35 و40 جثة، قد شهدت منذ بداية السنة إيواء 218 جثة لمهاجرين غير نظاميين من جنسيات افريقية مختلفة”.