يقول علماء التاريخ الإسلامي، أن الحج توقف 40 مرة، بسبب أحداث وكوارث لازمت مواسمه مما تسببت في إيقافه منها: انتشار الأمراض والأوبئة، والاضطرابات السياسية وعدم الاستقرار الأمني، الغلاء الشديد والاضطراب الاقتصادي، إلى جانب فساد الطرق من قبل اللصوص والقُطاع.
وقد فتح ذلك التوقف بابا للتساؤل، وجعل الكثيرين يتساءلون عن هل بالإمكان شرعيا جواز تعطيل موسم الحج لأسباب تحول دون إتمامه؟ .. وقد جاءت إجابة علماء المسلمين وفقا للكتاب والسنة، مشيرين إلى أن حكم الحجّ الوجوب على كلّ مسلم بالغ عاقل مع شرط الاستطاعة بدنيّة كانت أم ماليّة، مشددين على أن كل من تعذّر عليه بدنيّا أو ماليّا وأصبح لا تتوفّر لديه تكلفة الحجّ يكون غير مطالب بهذه الفريضة إلى حين توفّرها، وأكدوا أنه لا يجوز تعطيل الفريضة إلا لأسباب كبرى تحول دون إتمامها، كفقدان الأمن أو انتشار وباء في مكة المكرمة، مشددين على أهمية فقه ترتيب المقاصد، في أن حفظ النفس مقدم عند وقوع المخاطر في المضي في الحج.
ويؤكد التاريخ الإسلامي، أنه منذ العام التاسع للهجرة (وهو العام الذي فرض فيه الحج على الناس)، تم تعطيل الفريضة لنحو 40 مرة، وقد كانت الأولى، السبب فيها القرامطة، فيقول الذهبي في كتابه “تاريخ الإسلام”، وتحديدا في مجلد (23)، صفحة (374)، إنه في أحداث سنة 316 هجرية “لم يحج أحد في هذه السنة خوفا من القرامطة”، لأن القرامطة كانوا يعتقدون بأن شعائر الحج، من شعائر الجاهلية ومن قبيل عبادة الأصنام.
المصدر: دارة الملك عبد العزيز