تونس الآن
حدّثني خروف قال: كنت وأترابي نلهو ونلعب بعد يوم رعي في مرج خصيب، وإذا بصاحب شاحنة يطلق المنبّه عاليا مرّات متتالية، وإذا صاحب المزرعة التي نعيش فيها يخرج إليه.
لم يكن الأمر ليعنينا لو لم “يغشم” صاحب الشاحنة صاحب المزرعة برزمة أوراق مرصفة مزيّنة متشابهة، ويتصافحا قبل أن يهبّ كلّ من في البيت ركضا نحونا…
وسرت في أوصالي رعدة ونظرت إلى “أولاد الحومة” فوجدت صوفهم قد انتصب كالأشواك وسمعت أمعاءهم تغنّي “أروح لمين”. عندها نطقت مشجعا نفسي وأصحابي: “آش فمّه؟” فجاءني الردّ من أكبرنا سنّا وهو لا يكاد يبين كلامه من الهلع: “يبدو أنّ عيد الموت قد اقترب، لقد رأيت أشقائي يأخذونهم قبلنا منذ سنة مضت… لقد باع صاحب المزرعة القضيّة وقبض الثمن”.
وفي لحظات التفّ حولنا الجماعة وأمعنوا في أصحابي تكتيفا ورموا بهم على ظهر الشاحنة. أمّا أنا فلم يلحقني من ذلك كلّه إلا التقليب، ورشموا على رقبتي علامة قاطع ومقطوع باللون، وسمعت أحدهم يقول: “مازال ما يجيبش السوم” وتركوني ومضوا بـأولاد حومتي جميعا.
أنا أسألكم هنا: من فضلكم ما حكاية السوم هذه؟ وهل سيأتي يوم عليّ أحمل إلى حيث حملوا البقيّة؟ أم أنّ عليّ أن اواصل في الريجيم القاسي حتى لا أسمن و”يأكلني الموس”؟
الإمضاء:
علوش محظوظ