يصعب على من عرف باريس الغوغاء والصخب والإقبال على الحياة أن يتسلق برج إيفل ـ كما فعل هذا المصوّر ـ ويكشف عن جثمان مدينة لم تنم منذ قرون.
هذه الفضاءات الممتدة إلى ما لا نهاية، والطرق ومتاهات نهر السان وعبق رائحة الحياة حول هذا البرج انتهت إلى الخواء والسكون بلا سكينة. باريس نائمة… ممدّدة على طول نهرها المتدفق بلا سفن ولا عوّامات ولا ضحكات نسوية مغرية… باريس نائمة… أرجوكم لا توقظوها فتكتشف هول الواقع الجديد… قد تسقط بلا حراك ويتوقف نبضها نهائيا لو وعت ما يحدث لها ولأهلها ولملايين الزوار الذين يدوسون على أطرافها وهي تبتسم لهم… لا توقظوها، فقد تسأل عمّا يحدث للياليها الباهتة بعد هرج لا يفتأ، وقصص لا يقدر على توثيقها أحد.
باريس… نامي واطفئي أضواءك إن شئت، فقد اقتنع العالم كله أنّك مرهقة وأنك مللت أن يناديك العشاق مدينة الأضواء والجمال والعطور… نامي حتّى يوقظك حمام أبيض يطير حولك طاردا نحسا اسمه كورونا.