اندلعت اشتباكات مسلحة عنيفة ومفاجئة، مساء الجمعة، بين مجموعات مسلّحة تابعة لحكومة الوحدة الوطنية، بمدينة غريان الواقعة جنوب غربي العاصمة طرابلس، أدّت إلى هلع داخل المدينة.
واندلعت المواجهات التي استخدمت فيها كل أنواع الأسلحة، بعد هجوم شنّته “قوات دعم الاستقرار” سيطرت من خلاله على مقرّ مكافحة الإرهاب بمدينة غريان التابع لميليشيا “مختار الجحاوي”، التي أعلنت حالة الطوارئ واستنفرت قواتها للرد على هذا الهجوم.
وأظهرت مقاطع فيديو متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي، حدّة الاشتباكات، حيث تم إطلاق قنابل يدوية وقذائف صاروخية من الجانبين، كما سمعت على نطاق واسع أصوات إطلاق الرصاص، وهو ما أثار هلع المواطنين، بينما لم يتم الإعلان حتّى الآن عن سقوط ضحايا.
لم تذكر السلطات الرسمية والجهات العسكرية والأمنية في المدينة، إلى حدّ الآن أيّ تفاصيل وتوضيحات عن هذه الاشتباكات والأطراف المشاركة فيها.
ويقدم هذا التوّتر العسكري الحاصل غرب العاصمة طرابلس دليلا حيّا على وجود علامات للتصعيد المسلّح في أيّ وقت ممكن بين الفصائل المتنافسة، في ظل استمرار حالة الجمود السياسي وتعثّر الوصول إلى حل ينهي أزمة وانقسام البلاد.
ولم يتوصل قادة ليبيا حتّى الآن إلى تفاهمات تؤدي إلى إجراء الانتخابات وتكوين سلطة شرعية، بسبب خلافات حول خارطة الطريق المؤدية للحلّ، وأساسا القواعد الدستورية التي تنظم العملية الانتخابية وشروط الترشح للرئاسة، وبسبب الانقسام الحكومي والإداري والصراع المستمر على السلطة والثروة.
وحتّى الآن، لم يظهر القادة في ليبيا أيّ ميل أو رغبة في الحوار والتوافق حول القضايا الخلافية، وهو ما زاد يقين الليبيين أن المتحكميّن في المشهد السياسي لا يرغبون في الوصول إلى الحلّ، من أجل البقاء في السلطة.
العربية