تونس الآن
حين نمعن التفكير في جدوى اللجوء إلى نظام الحصّة الواحدة في تونس، لا نجد أجوبة مقنعة للأسئلة المتدافعة: هل عملنا صباحا لنرتاح فترة ما بعد الظهر؟ هل يحضر الموظف عند السابعة صباحا ويجلس إلى مكتبه جاهزا متيقظا عند السابعة والنصف؟ هل يأتي المواطن أصلا في الساعات الأولى من الصباح لقضاء شؤونه أم أنّ سلطة النوم تتحكّم في العقول والأجسام في منطلق حصّة العمل الإداري وساعاته الأخيرة؟
مثل هذه المسائل قد تدفعنا إلى التفكير حقّا في ضرورة اللجوء إلى حصة مسائية للإدارات ذات المهام الخدماتية مثل شبابيك البنوك والبريد والحالة المدنية في البلديات، والستاغ والصوناد ومسدي خدمات الاتصالات.
الصيف ليس ضيفا في تونس، والمواطن يكاد لا يتفرّغ لقضاء شؤونه المؤجلة إلاّ في الصيف بحكم تمتع نسبة كبيرة منهم بالعطلة السنوية، وهو أيضا موسم عودة المهاجرين ولا يعقل أن تمرّ سويعات النشاط الإداري بين كسل المواطن واسترخاء الموظف تحت دغدغات المكيّف ووابل التليفونات من الأهل والأصدقاء. وإن كانت بعض الإدارات ـ على غرار البريد ـ قد بادرت بتركيز مكاتب خدمة مسائية في بعض المناطق السياحية، فإنّ كلّ التونسيين يتمنّون لو كانوا سيّاحا حتّى يتخلّصوا من حمّى الازدحام و”ارجع غدوة” و”الرّيزو طايح”…