فنون: مشروع "عيشوشة"، هوعبارة عن عرض فني مزدوج، يجمع بين الفيلم و الحفل الموسيقي، من إخراج وتنفيذ المؤلف والموسيقي خليل الهنتاتي
مشروع “عيشوشة“، هوعبارة عن عرض فني مزدوج، يجمع بين الفيلم و الحفل الموسيقي، من إخراج وتنفيذ المؤلف والموسيقي خليل الهنتاتي؛ وهو تجربة سمعية بصرية غامرة تمزج بين الموسيقى الإلكترونية ومقاطع فيديو تم تصويرها خلال رحلة عبر مناطق مختلفة من البلاد التونسية. ويسعى هذا المشروع الى استكشاف – وتسليط الضوء على – جوانب متعددة من الموسيقى التقليدية والشعبية التونسية، التي لا تزال قيد الممارسة الى يومنا هذا – من المالوف إلى انشاد الطريقة العيساوية، مرورا بطبّال قرقنة وأشعار وأهازيج طائفة غبنتن بمدنين واغاني النسوة بالرقاب وأهازيج الركروكي من جبل سمامة وغيرها…
خلال هذا العرض، التي يتخذ شكل العرض الأدائي، سيصاحب خليل الهنتاتي المادة الصوتية (أصوات وغناء وموسيقى) لفيلم وثائقي ويتفاعل معها على المباشر. ويُعدّ هذا الشريط ، الذي سيُعرض على ثلاثة شاشات بهدف الحصول على مشهد بانورامي يغطي 270 درجة ، ثمرة عملية جمع ميداني شملت جزءً – ممثِّلا وإن لم يكن شاملا – من المشهد الموسيقي التونسي بمختلف تعبيراته وأنماطه وألوانه
ويستند العرض الى تقنية “الألترا سكور”، التي تنطلق من أصوات فيلم لإبتداع الموسيقى. وتُعرّف “الألترا سكور”بأنها “كائن صوتي وبصري يُصاغُ انطلاقا من قطع مستمدة من الواقع”. ويتولى خليل الهنتاتي، خلال هذا العرض الحي مرافقة الالمحتوى الصوتي للفيلم وهرمنتها مما يجعل الموسيقى ترقص على وقع ايقاع الصور. ويقترح خليل الهنتاتي من خلال هذا العرض على الجمهور تجربة موسيقية طريفة تجمع بين الأداء المباشر والصوت والصورة، وسيأخذ خلالها جمهور المشاهدين في رحلة موسيقية مثيرة تُبرز ثراء وتنوع الثقافة الموسيقية في البلاد التونسية.
من هو خليل الهنتاتي، شُهِر “إيبي“؟
خليل الهنتاتي، شُهِر “إيبي”، وهو مُنتج موسيقي وعازف لعدة آلات مقيم في ليون. وهو يسعى ، منذ ما لا يقل عن العشر سنوات الى تجريب وتقديم مقاربات جماليات مختلفة، مراوحا بين الموسيقى الإلكترونية لشمال إفريقيا ومقاربة إيقاعية لا تعرف التنازلات.
تلقى خليل في بداية مسيرته الموسيقية تدريبا في الموسيقى العربية المتقنة (الكلاسيكية) وفي موسيقى الجاز، غير أنه سرعان ما بدت عليه ميُولات لاستكشاف أغوار وأسرار الموسيقات الشعبية والتقليدية من جميع أنحاء العالم، ولعل والده، المحافظ اسابق لقصر النجمة الزهراء والذي عمل بالخزينة الوطنية للتسجيلات الصوتية بمركز الموسيقى العربية والمتوسطية بسيدي بوسعيد، شمال تونس، ساعده في هذا التوجه.
وتحفل المسيرة الفنية لخليل الهنتاتي بعدد من المشاريع الفنية التي أنجزها منفردا أو بالتعاون مع فنانين آخرين. وقد راوح في هذه المشاريع بين موسيقى الكلوب (النادي) وموسيقى البوب والروك منتقلا من نمط الى آخر بكل أريحية . ومن ضمن هذه المشاريع مشروع ‘ضمّا’ وهو في لون ‘تري هوب’ (2014/2019، صدر عن دار’ غام كلوب سوني’) و مشروع’ فريقيا’، الذي يتميز بإيقاعات متعددة ملونة بموسيقى الباس الشمال إفريقية، والذي أنجزه بالاشتراك مع عازف الإيقاع التونسي الماهر عماد العليبي (2020 ، صدر عن دار ‘شوكة’)، ومشروع “عيطة مون آمور”، الذي أنجزه مع المغنية المغربية وداد مجمّع. وتُعدّ هذه الأخيرة واحدة من أولى مغنيّات الرّاب في المنطقة المغاربية.
وما فتئ خليل ‘ايبى’، الذي تشبّع بهذا التنوع والانتقائية، يسعى إلى دفع تجربة التهجين والمزج الى أبعد مدى ، سواء على الركح أو في الاستوديو، إلى جانب فنانين آخرين مثل دينا عبد الواحد (وخاصة خلال جولتها الأخيرة بعرض “جبل الرصاص” لعام 2023) ومجموعة ‘نردستان’ ومجموعة ‘عرب ستازي’ و’عمار ‘808، بالإضافة الى تجربته في تأليف الموسيقى لفائدة عرض للرقص المعاصر و مشروع أوبرالي.
في عام 2019، استلم ‘إيبي’ مقاليد الإدارة الفنية لدار’ شُوكة’ ، وهي شركة إنتاج موسيقي تونسية- ليونية تأسست في عام 2013 على أيدي أمين مطاحني ونسيم. وسرعان ما اكتسبت هذه العلامة الموسيقية المستقلة والمبتكرة مكانة مرموقة هيئتها للعب دور رئيسي في تطوّر السّاحة الفنيّة العربية والشّمال إفريقية المعاصرة. وقد سخّرت ‘شوكة’ جهودها لدعم مجموعة من الفنّانين والفنانات الذين /اللائي تجمع بينهم/هنّ مقاربة معاصرة في إعادة تصوّر وصياغة الموروث الموسيقي التقليدي والشعبي في المنطقة العربية.
و يُطلق خليل ‘إيبي’ خلال سنة 2023 مشروعه الشّخصي الجديد “عيشوشة”؛ وهوعبارة عن عرض غامر بالصوت والصورة يجمع، بالاعتماد على تقنية الألترا سُكُور، بين العرض الحي الإلكتروني/الأكوستيكي وتقنيات العرض على شاشة بانورامية متكونة من ثلاث عناصر تغطّي زاوية 270 درجة، لفيلم وثائقي أنجزه خلال رحلة عبر البلاد التونسية لاستكشاف الموسيقى التقليدية، التي لا تزال قيد الممارسة الى يومنا هذا.
خليل ‘إيبي’ فنانٌ مُفردٌ في صيغة الجمع، ما فتئ يستكشف بكثير من الفضول المجالات التي تشد اهتمامه. وهو يسعى الى مزيد ترسيخ قدميه على ضفتي البحر الأبيض المتوسط، باعتباره أحد الفاعلين المؤمنين بالحوار بين الثقافات، وذلك من خلال مؤلفاته الموسيقية ومشاريعه المشتركة مع غيره من الفنانين ومن خلال صوره عندما يقف خلف الكاميرا.
…………
آخر ألبوم: يا رمّانة خليل إيبي
• شوكة https://shouka.bandcamp.com/
• ضمّا https://www.youtube.com/watch?v=7qTGv_R6xuo
• فريقيا: https://www.youtube.com/watch?v=L8gL0gUE-lo https://drive.google.com/drive/folders/1ygzT-s-Sk4sSb-24ryIjb-xQQOT1o06O?usp=drive_link الصحافة
• عيطة مون آمور: https://www.youtube.com/@AitaMonAmour إنستجرام: https://www.instagram.com/aitamonamour/
فيلم /حفل موسيقي…
“لم تكن الفكرة التي استند إليها هذا المشروع وليدة لحظة معينة، بل هي تُعتبر مواصلة طبيعية لبِنْيتي الفنيّة الشخصية ، كما أنها محصلة لتدريبي ومساري الفني ولقاءاتي، وفي وقت لاحق، مشاريعي وإبداعاتي. وهي من ناحية أخرى تربط بين وجهين من أوجه شغفي لطالما كانا مصدر إلهام لمشاريعي الفنية: الشغف الأول يتعلق بالفيلم الوثائقي، وخاصة الصنف الذي يهتم بالموسيقى، والشغف الثاني يتمثل في الموسيقى التقليدية والشعبية.
لقد كنتُ دوما ممّن يعتقدون بأن الموسيقى الإلكترونية قادرة على لعب دور مهمّ في الحفاظ على الموسيقى التقليدية والشعبية، سواء من خلال مقاربتها أومن خلال عملية ‘السامبلينغ’ واعادة الصياغة. فالموسيقى الالكترونية تتيح الاستعادة والتجديد والإحياء والمزج ، مما يطلق العنان للمبدعين لتفكيك الموروث الموسيقي وإعادة بنائه، ولتوليده وإعادة إنتاجه في صيغ مغايرة.
بعد أن اشتغلت لفترة طويلة على الموسيقى التقليدية التونسية وأدائها بطريقة مغايرة بالاعتماد على وسائل معاصرة مثل جهاز التوليف (السنتيتيزور) والكمبيوتر، حيث كنت استخدم المادة الصوتية المستمدة من تسجيلات رقمية أو تناظرية (شرائط كاسيت، أقراص مضغوطة، إسطوانات فينيل) لانتاج مقطوعات موسيقية كهروصوتية مبتكرة ، أردتُ في هذا المشروع إدخال عنصر الصورة المتحركة (الفيديو) لاقتراح تجربة موسيقية جديدة على الجهور، تجربة تجمع بين العرض الحيّ والصوت والصورة ، تتخذ صورة رحلة للإلتقاء بكل هؤلاء الرجال والنسوة الذين يضمنون من خلال أصواتهم وآلاتهم، بقاء الموسيقات الشعبية والتقليدية التونسية واستمراريتها. وتؤدي الصورة في هذا المشروع دورا أساسيا وهو إظهار تلك الموسيقات في بيئتها الأصلية ، مما يتيح الانغماس والغوص فيها.
هذا الفيلم-الحفل الموسيقي هو بالنسبة لي بمثابة التكريم الصّادق والاعتراف بالجميل لكل أولئك الذين ما فتئوا يشكّلون بالنسبة لي مصدر إلهام يومّ، بفضل شغفهم وحبهم الكبير وحرصهم الدؤوب على نشر الأصوات المتناغمة من حولنا وعلى مواصلة الغناء والعزف باعتبارهما يمثلان المعنى الحقيقي للوجود.
بقي أن أشير الى عنوان العرض: “عيشوشة”، وهو كُنية التحبب لجدتي ‘عائشة’ التي كنت أنام على هدهداتها وأهازيجها والتي كانت تشدني حكاياتها الشيقة عندما كنت صغيرًا.
وقد كانت حياتها، من خلال حكمتها ولطفها وأفعالها، التي تنم على كثير من المحبة والحنان ، تبدو لي عملًا فنيًا في حد ذاته، وقصيدة رائعة تختزل أسرار الوجود. كانت عيشوشة تحبني من أعماقها، و ما تزال أصداء حبّها تردد في كياني وأعماقي، على الرغم من السنوات التي مرت على رحيلها .”
خليل الهنتاتي
1.حاضرة تونس.. تستيقظ…
2.انشاد صوفي طُرُقي، العيساوية
مكان التصوير: زاوية سيدي بلحسين- مدينة تونس
تقديم عام للتعبيرة:
يمارس مريدو وأتباع الطريقة العيساوية، وهي إحدى أبرز الطرق الصوفية الاسلامية بالبلاد التونسية، نمطا شعبيًا من الموسيقى التي تُمثل تعبيرا عن الممارسات العقائدية الشعبية. وتتكون الحضرة (جلسة السماع الصوفي) من طورين: يخصص الطور الأول لتلاوة الأذكار والأوراد، بينما يتألف الجزء الثاني من أناشيد تتعلق بموضوعات روحانية متنوعة، من ضمنها مدائح لمؤسس الطريقة وشيخها الولي الصالح المغربي سيدي امحمد بن عيسى (1467-1526). وتلقى الحضرة العيساوية صدى واسعا في الأوساط الشعبية التونسية بالنظر الى الحيوية التي تميز الممارسات الموسيقية التي تتخللها، وخاصةً ما يرافقها من شطحات ورقصات تخضع لكوريغرافيا دقيقة التقنين . ويكون الانشاد مصحوبا بالنقر على آلة البندير (الدف).
المؤدون: فرقة سيدي بو سعيد للأناشيد الصوفية العيساوية، بقيادة الشيخ محمد فاروق شلاقو، وتتألف من 35 منشدا وعازفا وراقصًا.
محتوى المقتطف المدرج في الفيلم
مقتطفات متنوعة من الحضرة العيساوية (أذكار، إنشاد..).
3 . ‘مالوف’ : موسيقى حضرية متقنة
مكان التسجيل: قصر النجمة الزهراء – سيدي بوسعيد
تقديم عام للتعبيرة:
يُعرَّف «المالوف» في تونس بأنه نمط من الغناء الذي أتى به مهاجرو الأندلس. وهو عبارة عن ضروب من التواشيح والأزجال، لكل قسم منها تلاحين خاصة تسمّى النوبة، وكلّها مناسبة لصيغ اللحون المعبّر عنها بالطُبوع أو الصنائع. والمالوف كذلك عبارة عن أشعار غنائية انتخبت من قصائد وموشحات وأزجال شتّى من كلام الأندلسيين وأهل المغرب وبعض التونسيين. ويُسمّى هذا النمط الموسيقي في «المغرب الأقصى» باسم «الآلة»، ويسمى في «الجزائر» باسم «الغرناطي» في حين يُعرف في ليبيا بالمالوف.
المؤدون: زياد المهدي(انشاد وعود تونسي)، هشام الشيشتي (رباب) ضياء مقنين( انشاد)، محمد عبد القادر بن الحاج قاسم ( آلات ايقاعية: طارو دربوكة ونغرات) حذامي حسين وكرامة الكريفي ( مجموعة صوتية).
تتكون هذه المجموعة الموسيقية المصغرة التي تُعرف بالتخت في معظمها من موسيقيين شبان وهي تتضمن آلتين غنائيتين وهما العود العربي أو التونسي المجهز بأربعة أوتار ورباب تونسي بالاضافة الى الآلات الايقاعية وهي الطار التونسي والدربوكة والنغرات.
محتوى المقتطف المُدرج في الفيلم
- برول ‘يا مَنْ بسهم الأشفار’ في طبع (مقام) الاصبهان ، ايقاع دخول براول، من أداء كامل عناصر المجموعة.
- ارتجال على قصيدة، ‘يا ربّة الحسن’ في طبع الأصبعين، من أداء ضياء مقنين.
- أغاني تقليدية ريفية
مكان التصوير: الميدة – نابل
تقديم عام للتعبيرة:
يُعتبر’ الطبّال’ او قارع الطبل و’الزكّار’ أو عازف الزّرنة، الثنائي الأكثر حضورا في المناسبات والأفراح الشعبية في مختلف أنحاء البلاد، سواء تعلق الأمر بحفلات الزفاف أو مواكب الأعراس أو الختان وغيرها من المناسبات. ويؤمن الثنائي طبال وزكار على وجه الخصوص الاحتفالات التي تقام في الهواء الطلق سواء في المناطق الريفية أو في ضواحي المدن. ويعزز هذا الثنائي أحيانا بعازف دربوكة لمصاحبة الغناء.
ولا يحظى الـ “زكّار” عادة بنفس المكانة المرموقة التي يحظى بها الـ “طبال” لدى عامة الناس ، وذلك على الرغم من أن فنه يتطلب مهارة وخبرة أعمق، بالإضافة إلى تقنية تعتمد على التجربة، ولكنها لا تقل أهمية من حيث الدقة.
المؤدون : الشيخ معاوية الجندوبي وفرقته.
تقديم المقتطف المدرج في الفيلم :في المقتطف المختار، يؤدي معاوية، بمشاركة أعضاء فرقته، أغنية مميزة من التراث الموسيقي الشعبي ، من الأغاني التي اشتهر بأدائها المطرب إسماعيل الحطاب، وهي تحمل عنوان “ديزيتيلي وهاني جيتيك طار علي النّوم” (أرسلت في طلبي وها أنا جئتك وها أن النوم جفا عينيّ.
يلقب معاوية الجندوبي، أحيانًا بملك الزكرة أو بشيخ الزكّارة في تونس. وهو بلا ريب جدير بهذين اللقبين ، حيث تمتد علاقته بالموسيقى وآلة الزكرة لأكثر من خمسة عقود. وهو لا يخفي فخره بأنه كان رفيق درب الفنان إسماعيل الحطاب، الذي يعد أحد أعلام الموسيقى الشعبية في تونس وواحدا من أبرزممثلي تقاليد الغناية. وكان معاوية الجمدزبي أول عازف للزكرة في فرقة اسماعيل الحطاب.
5.أغاني النسوة من سليانة
مكان التسجيل: زغوان
تقديم عام للتعبيرة:
تنتمي الأغاني غير المرفوقة بالآلات التي تمارسها نساء منطقة سليانة إلى نمط موسيقي شائع جدًا في شمال ووسط غرب البلاد التونسية ويعرف ب “الملولية” أو “الملالية”. تعبّر الملولية في بيت أو بيتين شعريين عن المشاعر الشخصية للمغنية، وتتمحور الأغاني حول جملة من المواضيع منها رابط الحب بين الأبناء/البنات والوالدين والقيم الأسرية وما تخلفه الهجرة من ألم لدى عائلة المهاجر.
المؤدية: أُنس بوسي
تقديم المقتطف المدرج في الفيلم:
المقتطف 1: “ريّض يا الفارسْ” (اهدأ، أيها الفارس). أغنية تتناول قصة حب مستحيل.
المقتطف 2: “ما جاني جوابْ توّا مدّة” (لم أتلقَّ رسائل منذ مدة طويلة). تروي هذه الأغنية حالة اليأس والمرارة التي يشعر بها شاب تعرض للإعتقال، وأودع السجن وهو يعاتب أهله لنسيانهم له وعدم ردّهم على رسائله. تشير الأغنية إلى منفذي الاعتقال وتنعتهم بـ “أولاد التركي”، وقد يكون في ذلك إشارة إلى الباي حسين بن علي التركي خلال الحرب الأهلية التي اندلعت في تونس في بداية القرن الثامن عشر بينه وبين ابن أخيه علي باي الأول. وقد تحالفت منطقة سليانة، التي ينحدر منها الشاب المعتقل، مع علي باي وناصرته ضد عمّه.
وتشكل هاتان الأغنيتان مثالًا جيدا على تأثير الأحداث التاريخية والمآسي السابقة والموسيقى والكلمات المتوارثة في الموسيقى الراهنة.
تعلمت المغنية الناشئة أُنس بوسي الأغاني التقليدية الخاصة بمنطقتها من جدتها، وهي تُعد شاهدا رائعا على تواصل تناقل هذا الموروث من جيل الى آخر .
6.أغاني تقليدية شعبية نسائية ..المحفل
مكان التسجيل: حقل زيتون عند سفح جبل’ قولاب’
تقديم عام للتعبيرة:
تشكل اغاني النسوة المنتميات الى عرش اولاد صالح بالريحانة (بالوسط الغربي للبلاد، بالقرب من الرقاب) جزءً من ذلك للتراث الشاسع للتقاليد الموسيقية الريفية والبدوية التي تختص بها مرتفعات الوسط الغربي للبلاد التونسية والمناطق الحدودية المتاخمة للجزائر. وتُعرف هذه التقاليد بأغاني ‘ المحفل’ أو’النجمة’. وهي عبارة عن أغاني تؤدّى بمناسبة عرسٍ أو ختانٍ أو غيرها من المناسبات الاحتفالية. ولبعض هذه المناسبات طقوسٌ خاصّةٌ في الغناء، فالعرس الذي يمتدّ في الثقافة البدوية على امتداد سبعة أيام وسبع ليال تُعرف كلّ سهرة فيه باسم «النجمة»، وهي تسميةٌ مستمدّةٌ من إيقاد النار في الليلة الأولى من العرس والتحلّق حولها، “إيذانًا ببدئه وإعلانًا له”، ويعد المحفل من أقوى أسباب حفظ النساء للأغاني ، لالتزامهنّ بتأديتهما في مختلف لامناسبات. وتُؤدّى هذه الأغاني دون مرافقة بالآلات من طرف مجموعة تتركب من اربعة نساء تنشدن بالتناوب وتؤدي اثنتان منهما الدور الرئيسي وتعرفان بـ’ الجرّادة’، في حين تؤدي الاثنتان الأخريان دور ‘الشدادة’.
المؤديات: مجموعة أهاجيز قولاب: فريدة الصالحي ونعيمة الصالحي وميمونة الصالحي وميمونة الصغيرة الصالحي
تقديم المقتطع المدرج في الفيلم:
- أغنية راهو قدها علام’. تعد هذه الأغنية من المدونة الغنائية لأغاني المحفل لعرش أولاد صالح ( قبيلة الهمامة). وهي تصف العروس وجمالها الأخاذ مشيرة الى الطريق الطويل الذي تقطعه من يوم الخطبة الى يوم الزفاف الذي تنتقل خلاله الى بيت الزوجية.
- أغنية الهوى الهوى وهي من الأغاني التراثية الفلسطينية التي تؤدى خلال الاحتفالات العائلية.
7. أغاني تقليدية شعبية من المناطق الحدودية – جبل سمامة
تقديم عام للتعبيرة:
يمارس الرعاة الرحل الذين يقطنون في جبل سمامة وفي سفوحه الواقعة في الوسط الغربي للبلاد التونسية موسيقى تندرج فيما يعرف بمط الركروكي وهو عبارة عن ضرب من الغناء المرفوق بآلة القصبة (الناي البدوي) والطبل يمارس في كافة المرتفعات الغربية للبلاد التونسية والتي تمتد من الجنوب الغربي الى الشمال الغربي. وقد انتشر هذا اللون الموسيقي بالأساس بفضل تحركات سكان الجنوب باتجاه الشمال في سياق الانتجاع. ويتيز هذا اللون الذي يتفرع الى تقاليد محلية خصوصية باتساع أبعاده وأدائه الخاص الذي يقوم على القوة الخام للصوت مع أدنى حد من ….. ويحتفي لون الركروكي الذي يغني خلال اللقاءات التي تجمع الأصدقاء واللقاءات العائلية بمشاعر الحب بين الأبناء والوالدين والمُثل الأسرية.
المؤدون: مجموعة رعاة سمامة ( أسسها عدنان الهلالي)، انشاد: عبد المولى الدبابي وصليحة الهلالي وصالحة الرتيبي وعلي الدبابي وعارم الطالبي.قصبة : علي بن زينة ومصطفى الذيبي،طبل: عبد المولى الدبابي وكريم الهلالي.
8. أشعار وأغاني طايفة غبنطن
مكان التسجيل: مدنين
تقديم عام للتعبيرة:
يتناقل المنشدون والشعراء والراقصون من طايفة غبنطن موروثا ضاربا في القدم يختص به جنوب شرق البلاد التونسية. وتتركز هذه الفرق الجوالة في منطقة تقع بين القصبة (معتمدية سيدي بومخلوف) والشوامخ (بني خداش) وهو المجال الجغرافي لقبائل غبنطن التي تنتمي لاتحاديّة ورغمّة القبليّة. وتقدم هذه الفرق عروضها الفنية الغنائية خلال سهرات المناسبات وخاصة حفلات الزفاف والأعراس. وتتميّز هذه الفرق خاصة بأدائها الفُرجوي المتقن، وبلباسها المميّز (المتكون من أزياء بيضاء مستمدة من عناصر اللباس التقليدي للجنوب التونسي، ومناديل حمراء حول الرّقبة وفي اليد لتوظيفها في مشهديّة الرّقص(. ونصوصها الشّعريّة التي تؤرّخ للأحداث المحليّة والوطنيّة والعربيّة، والتي ترصدُ فيها أيضًا الظواهر الاجتماعية والسياسيّة.. وتتركب فرقة غبنطن من قائد الطّائفة، وهو الذي يؤلّفُ قصائدها، ويُسمّى بـ”الرّايس”، وتعني هذه اللفظة في اللهجة التونسية قائد السفينة ومن “البحريّة” وهم بقيّة عناصر الفرقة الذين يردّدون القصائد المغنّاة مع الرّايس، و يختص أحدهم في النّقر الإيقاعي على الشّنة ويختص ثان في جمع الأموال، التي توفرّها عمليّة “الرَّمو” أي تلك المبالغ التي يدفعها المستمعون في حفلة العرس للفرقة/الطائفة لطلب قصيدة ما، أو عند الإعجاب بأحد القصائد، وحينها يأخذُ المكلّف بـ”الرّمو” المال ليعلن عن صاحبه بصوتٍ عالٍ ذاكرًا اسمه ونسبه، ومشيدًا بكرمه، تحت زغاريد النّسوة.
ويجري حاليا اعداد ملف تسجيل فنون طايفة غبطن على قائمة التراث العالمي لليونسكو.
المؤدون: فرقة ‘طايفة’ غبنطن بقيادة الرايس مصطفى عويدات.
تقديم المقتطف المدرج في الفيلم:
يبدأ المقتطف بإلقاء الرايس لقصيدة باللهجة المحلية للجنوب الشرقي. والقصيدة تشيد بالقصر وتتحسر على روعته الماضية ويجيب أعضاء الفرقة على القصيدة ثم يبدأ أحد أعضاء الفرقة، وهو الدرّاز (عازف الإيقاع)، في النقر على آلته التي تعرف بالقصعة، بينما يشرع باقي أعضاء الفرقة في سلسلة من الأغاني مصحوبة بالرقص. بعد ذلك، يقوم بالاشادة بمانح ‘الرمو’
9 – أهازيج وحكايات أمازيغية :
مكان التسجيل: قرية أمازيغية في محيط الدويرات
تقديم عام للتعبيرة: اندثرت التعبيرات الموسيقى التي تستند الى اللغة الأمازيغية تقريبًا في تونس، باستثناء بعض البقايا في قرى جنوب البلاد ذات الأصول العرقية واللغوية الأمازيغية وجزيرة جربة حيث تم الحفاظ على بعض الأغاني والاهازيج. وبصرف النظر عن كونها تؤدى باللغة الأمازيغية، لا تختلف هذه الأغاني كثيرًا في مضامينها وطبوعها (مقاماتها) عن بقية الأغاني الفلكلورية المتداولة بالجزيرة. وقد قامت بعض الجمعيات المحلية بمحاولات لإنقاذ ما تبقى من هذا التراث الشفهي، الذي ما زال يقاوم مخاطر النسيان والتلاشي.
الراوي: رضوان حرازي
تقديم المقتطف المدرج في الفيلم:
كانت الصدف هي التي جمعت رضوان حرازي، الذي ينحدر من الدويرات، وهي قرية أمازيغية في جنوب شرق الباد التونسية، وفريق التصوير التابع لمشروع ‘عيشوشة’. ولئن أكد على أنه ليس شاعرًا أو مغنيًا، فقد وافق بلطف على أن يروي ويغني لنا، باللغة الأمازيغية، حكايتين محليتين. وتروي الأولى حكاية شاب من الدويرات يغازل بنتا في أزقة مدينة تونس العتيقة. أما الحكاية الثانية فتروي المشقة والعناء الكبيرين اللذين يلقاها شاب الدويرات في مسعاه للعثور على زوجة، بسبب التقاليد السائدة وانغلاق العروش على نفسها في كل ما يتعلق بتزويج بناتها.
وتُعتبر هاتان الحكايتان اللتان رواهما رضوان حرازي بكل عفوية، مرآة تعكس الموروث الثقافي الأمازيغي الذي لا يزال، على الرغم من تحديات الزمن، يحيك خيوط الهوية والتواصل عبر الأجيال.
10. أاني نسائية لأولاد سيدي عبيد
مكان التسجيل: توزر
تقديم عام للتعبيرة:
تتقاسم نساء قبيلة أولاد سيدي عبيد، وهم من البدو الرحل الذين يقطنون على جانبي الحدود التونسية الجزائرية، مع غيرهن من النسوة عبر منطقتي الجنوب والوسط لغربي للبلاد التونسية نمطا من الغناء يُعرف بالملالية أو الملولية، ويكون أحيانا مرفوقا بآلة القصبة ( ناي بدوي) والذي يعبر من خلال بيت أو بيتين من الشعر عن المشاعر الشخصية الحميمية للمؤدية. وتتناول هذه الأغاني مضامين متعددة منها علاقة الحب بين الأباء والأبناء والقيم الأسرية وآلام الغربة بالنسبة لمن تركوا الأوطان. وتتمثل الأطر التي تُنتج فيه هذه الأغاني في المناسبات الاجتماعية والأعراس التي تنتظم ضمن سهرات تعرف بالنّجِمْ (ومفردها نِجْمة) والتي تُتوج بسهرة المحفل الكبرى. وتنتظم النجمة في مكان مُتسع بالهواء الطلق وعادة ما يكون أمام بيت العائلة التي تنظمها. وتؤدى الأغاني عادة دون مرافقة بالآلات من طرف منشدة رئيسية تعرف بالشدادة ومنشدة مساندة تعرف بالردادة.
المؤديات: جمعة الركروكي ومباركة بنت علي روايحية
تقديم المقتطف المدرج في الفيلم
على غرار معظم الأغاني من نمط الملالية تتسم أغنية ‘قصبة خويا’ بمسحة من الحزن. وهي تروي حكاية امرأة ابتعد عنها حبيبها ، المُشار إليه في الأغنية بخويا (أخي) تسترا وتورية، وهو عازف لآلة القصبة ( ناي بدوي) وخلّف لها آلته. وهي في هذه الأغنية تحاور القصبة معبرة عن شوقها وحنينها الى الحبيب.
11. أغاني تقليدية من الجزر
مكان التسجيل: شاطئ الرملة بجزر قرقنة
تقديم عام للتعبيرة:
تفتخر جزر قرقنة الواقعة جنوبا على الساحل التونسي قبالة مدينة صفاقس، بتقاليدها الموسيقية ذات الروابط المتينة بالتقاليد الموسيقية بمناطق البر المجاورة، غير أنها اكتسبت هوية خصوصية نتيجة للعزلة التي تفرضها الاقامة بجزيرة. وتستمد هذه التقاليد جذورها من أغاني المناسبات العائلية مثل أغاني’الماشطات’ وهن النساء اللائي ُيكلّفن باعداد العروس وكذلك من مختلف القوالب الغنائية والآلية التي تُرافق بالرقص على أنغام آلة الزكرة ( الزرنة) والطبل.
ومن بين عناصر الفرقة “الوَرَّاشْ” وهو المكلف باستلام المال من الحاضرين مقابل ما تنفذه الفرقة من أغان أو قوالب موسيقية يقترحونها، كذلك يقوم بشكر الشخص الذي قدم المال من خلال إلقاء بعض الأبيات الشعرية. ويكون المبلغ المجموع من نصيب الفرقة بإعتبار أن أجرها الذي تتقاضاه من أهل العرس زهيد، فيقوم الحاضرون والمدعوّون بالتوريش تعبيرا عن مساندتهم لأهل العريس وبث الحماس في الفرقة لبعث أجواء إحتفالية متنوعة حسب طلب ورغبة الحضور.
و تتكون فرقة طبال قرقنة من خمسة عناصر وهم:عازف «زُكْرَةْ» أوّل ويسمى «السطا» وهو الّذي يقود الفرقة وعازف «زُكْرَةْ» ثاني ويسمى «البحري» و عازف إيقاع أوّل وعازف إيقاع ثان يكون أقلّ خبرة ومهارة من الأوّل.
المؤدون: فرقة محمد علي واردة لطبال قرقنة
تقديم المقتطف المدرج بالفيلم:
- ثلاث ‘فزوعات’ ومفردها ‘فزعة’، وهي عبارة عن قرع خاص لآلة الطبل الهدف منه الإعلان عن الإستعداد لبداية السهرة ودعوة المدعوين الى الالتحاق بمكان الاحتفال.
- 2. أغنية تراثية بعنوان ‘ شط قرقنة ما احلاه’














