أعرب الفرع الجهوي للمحامين بتونس، عقب جلسة طارئة عقدها اليوم الثلاثاء، عن “رفضه المطلق” للمساس بصلاحيات هياكل المهنة في ضبط ومسك جدول المحامين بموجب مجرّد حكم قضائي صادر عن محكمة عسكرية، معتبرا الأمر “سابقة خطيرة”.
ويأتي عقد الجلسة الطارئة للفرع بدعوة من رئيسه، إثر حكم قضائي صدر الجمعة الماضي عن محكمة الاستئناف العسكريّة، في حق المحامي سيف الدّين مخلوف، والقاضي بسجنه سنة مع النّفاذ، وحرمانه من ممارسة المحاماة لمدّة 5 سنوات، في ما يعرف بقضية “التطاول على القضاء العسكري”.
ولم يشر الفرع الجهوي للمحامين في بيانه إلى المحامي مخلوف، لكنه “ندّد بالمساس من صلاحيات هياكل مهنة المحاماة”، و”حذر من مغبّة اعتمادها كمنهج لتطويع لمحاماة أو المساس من استقلاليتها”.
من جهة أخرى، أكد الفرع الجهوي أنّ “الاحترام الواجب للأحكام القضائية لا يُلغي الحقّ في نقدها ورفضها متى مسّت بالحقوق والحريات ونسفت ضمانات الدفاع والحقّ في المحاكمة العادلة بتفعيل آلية العقوبات التكميلية في غير مناطها”.
وشدد الفرع على موقفه المبدئي الرافض لمحاكمة المدنيين أمام القضاء العسكري، معتبرا أنه “قضاء استثنائي لا تتوفر فيه مقومات المحاكمة العادلة”، ومؤكدا، في ذات الإطار، أنّ “المحاماة مهنة حرّة ومستقلّة تنفرد هياكلها باختصاص حصري ومطلق في ضبط ومسك جدول المحامين دون سواهم”.