قال رئيس حركة النهضة ورئيس البرلمان المنحلّ راشد الغنوشي، في […]
قال رئيس حركة النهضة ورئيس البرلمان المنحلّ راشد الغنوشي، في حوار مع قناة “بي بي سي عربي”، إنّ العمل السياسي ليس ملائكيا، بل هو عمل بشري قد يتضمّن أخطاء، وتابع: “ارتكبنا أخطاء لا شكّ في ذلك، وأوّل خطأ ارتكبناه هو أنّنا انتخبنا رئيسا ما كان ينبغي أن نعارضه اليوم”.
وأشار إلى أنّ “حركة النهضة سبق أن تنازلت عن السلطة عندما اقتضى الأمر ذلك”، موضّحا ذلك: “انسحبنا سنة 2013 من السلطة عندما تعكّرت الأوضاع، وعندما أصبح هناك ميل للانقلاب على الثورات العربية كما حدث في مصر..”.
وقال الغنوشي: “خضعنا لمنطق الحوار الوطني الذي قادته منظمات المجمتع المدني وربما كنّا الحزب الوحيد في المنطقة الذي تنازل على سلطة مستحقة بانتخابات.. ولا نزال مستعدين لتقديم أي تنازل من أجل أن تستمر الديمقراطية”.
وأكّد الغنوشي أنّ هناك تطوّر جدّي في الساحة التونسية، يتمثّل في تجميع كلّ الصفوف من أجل وضع حدّ لـ “الانقلاب الذي قام به رئيس الجمهورية قيس سعيّد بتاريخ 25 جويلية 2021″، وفق تعبيره.
وأوضح أنّ “المختلفين تقليديا” تجاوزوا خلافاتهم من أجل “مقصد عظيم” وهو استعادة الديمقراطية ووضع تونس مجدّدا على سكّة الديمقراطية بعد أن “انحرف بها قيس سعيّد وحوّلها إلى سلطة استبدادية شديدة التمركّز من نوع حكم الجماهيرية الليبية وكوريا الشمالية”، على حدّ قوله..
واعتبر راشد الغنوشي أنّ مشكلة الشعب التونسي قبل 25 جويلية الفارط لم تكن سياسية بالأساس، بل كانت اقتصاديا لا غير، قائلا: “صحيح أنّ الوضع الاقتصادي قبل 25 جويلية لم يكن جيّدا ولكنّه أصبح أسوأ بعد الانقلاب.. كنّا نعاني أزمة اقتصادية فقط.. أصبحنا اليوم نعاني مشكلة سياسية واقتصادية”.
كما قدّر الغنوشي أنّ المؤسسة العسكرية والجهاز الأمني هي مؤسسات بطبيعتها نظامية تخضع لـ “أوامر الأعلى”، على اعتبار أنّ رئيس الدولة هو القائد الأعلى للقوات المسلّحة، مضيفا أنّ “هذه المؤسسات تعمل في إطار الدستوري وهي مضطرة على ذلك، ولكن في اليوم الذي سيتّجه فيه الشعب التونسي في اتجاه واحد، لا يمكن للمؤسسة الأمنية والعسكرية أن تبقى على نفس “السمع والطاعة”، وفق قوله.
وأضاف أنّه بتاريخ 25 جويلية، عندما حدث “الانقلاب”، لم تكن النهضة في الحكم، قائلا: “في ذلك الوقت نحن كنا فقط داعمين للحكم بكتلة البرلمانية ولم نكن في الحكم”، وفق تعبيره.