فيديو/ حين تتحوّل حفلات الزفاف إلى مناسبة لتبييض الأموال
وطنية:
تداولت صفحات التواصل الاجتماعي مقطع فيديو مصور خلال حفل زفاف في أحد أرياف معتمدية العلا بالقيروان وثّق جمع 487 ألف دينار
تونس الآن
تداولت صفحات التواصل الاجتماعي مقطع فيديو مصور خلال حفل زفاف في أحد أرياف معتمدية العلا بالقيروان وثّق جمع 487 ألف دينار في ما يعرف ”بالرموّ”وهو العطايا التي يقدّمها الأصدقاء وأفراد العائلة الموسعة عادة للعريس للمساعدة في تحمّل تكاليف الزفاف وبداية الحياة الزوجية.
عادة حميدة دأب عليها التونسيون في عديد المناطق بالبلاد، سرعان ما تحوّلت إلى مظهر للتباهي والأخطر إلى مناسبة لتبييض الأموال.
المبلغ الذي تم جمعه في حفل الزفاف المذكور ليس الأول ولا الأضخم ولن يكون الأخير، والغريب أنه لحفل زفاف في العلا ثاني أفقر مناطق الجمهورية بعد حاسي الفريد في القصرين، وهو ما يفجر تساؤلات لا تحصى، كيف يجمع الفقراء مثل هذه المبالغ، وهل يتمّ ذلك في جميع حفلات الزفاف..
قطعا لا.. وإلا لما عدّ الأمر حدثا ولما تطور ليصير ظاهرة، ليس فقط في هذه المنطقة بل في كل مكان يزدهر فيه التهريب والتجارة الموازية، حيث لا يمكن لمهرّب أن ينتقل إلى أحد الفروع البنكية كل فترة من أجل إيداع مئات الآلاف من الدنانير في حساب بنكي وهو يعلم سلفا أن “من أين لك هذا؟” سيكون له بالمرصاد.
ولكن من تراه سيسأل عريسا شاهد كل التونسيون كيف تهاطلت عليه العطايا بعشرات الملايين كيف جمع كل تلك المبالغ.. حجة مقبولة قانونا وشهودها كثر.
إن ما تقدّم لا ينفي وجود العطايا الحقيقية في الأفراح والأعراس، لكنه يدعو إلى التمحّص في ظاهرة كبرت وانتشرت وأصبحت مناسبة لتدوير مبالغ ضخمة خارج القنوات الرسمية وبمبالغ لا يسمح القانون التونسي بتداولها نقدا، في وقت تعاني منه البلاد شحّا خانقا في السيولة، وتسيطر التجارة الموازية والتهريب على أكثر من نصف الاقتصاد… ويكتفي المسؤولون بالمشاهدة ولعلّهم أول المباركين.