فيديو يختصر الم درنة/ عجوز تنتظر خروج جثث أحبائها من البحر
عالمية:
رغم أنها تعلم أن من ذهب لن يعود، تصرّ عجوز ليبية أن تقضي يومها ووقتها فوق صخرة على حافة شاطئ مدينة درنة، على أمل أن تقذف لها أمواج البحر جثث كل من فقدتهم من جيرانها وأقاربها، لتراهم للمرة الأخيرة وتوّدعهم.
رغم أنها تعلم أن من ذهب لن يعود، تصرّ عجوز ليبية أن تقضي يومها ووقتها فوق صخرة على حافة شاطئ مدينة درنة، على أمل أن تقذف لها أمواج البحر جثث كل من فقدتهم من جيرانها وأقاربها، لتراهم للمرة الأخيرة وتوّدعهم.
قصّة هذه المرأة تم تداولها في مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث ظهرت المرأة فوق الصخرة وهي تلتفت وتوجه وجهها يمينا ويسارا لعلها تلمح شيئا، ويعتصرها الحزن ووجع الفراق على من فقدت، وكانت تتحدّث بصوت باكٍ عن فقدان أحبائها، وتقول “ليش السيل ما شالنيش حتى أنا، الواحد حيفضل يقول ويبكي حتى يطيب خاطره”.
مأساة هذه المرأة الليبية تلقي الضوء على وجع آخر يلاحق أهالي مدينة درنة، ويتعلّق بمعرفة مصير المفقودين الذين يتجاوز عددهم الآلاف ولم يتم العثور على جثثهم إلى حدّ الآن، فهي ليست الوحيدة التي لم تعثر على جثث مفقوديها، فهناك العديد من الأسر تنتظر معرفة مصير ذويها وتبحث عن أي أثر لهم بين الأنقاض وفي أعماق البحر.
ويقول سكان مدينة درنة، إن عائلات كاملة لا تزال في عداد المفقودين، ولا يعرف شيء عن مصيرهم منذ أن جرفتهم السيول المدمرة من منازلهم، في الـ10 من سبتمبر الجاري.
في الأثناء، تواصل فرق الإنقاذ جهودها في انتشال الجثث والبحث عن المفقودين، بينما تواجه السلطات المحليّة صعوبات في التعامل مع الجثث ومعرفة هوياتها، بعد تحلّلها وتعفنها وتزايد الروائح المنبعثة منها.
وخلّف الإعصار والفيضانات المدمرّة التي اجتاحت مدينة درنة والمناطق القريبة شرق ليبيا، مقتل أكثر من 4 آلاف شخص، وفقدان أكثر من 10 آلاف آخرين، في حصيلة أوليّة مرشحة للارتفاع.