حذرت مجموعة الازمات الدولية من الشعبوية في اخر تقرير لها جاء تحت عنوان “تجنبوا المزايدة الشعبوية”، ودرست من خلاله الوضع في تونس بعد الانتخابات الرئاسية والتشريعية، وقدمت توصيات.
واعتبرت المجموعة في تقريرها الصادر يوم 4 مارس الجاري، أن المزايدة الشعبوية من شأنها أن تزيد في حدة الازمة السياسية التي تفتت الوضع السياسي وتزيد من الاحتقان الاجتماعي الذي يضعف قوة الدولة وقدرتها على مواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية.
وترى المجموعة الدولية، كحل للحد من هذا التصعيد انه يجب على الأحزاب السياسية أن تجتمع وتعجل بإيجاد اليات شاملة للحوار عبر التوافق قصد التوصل الى مقاربة تحقق سيادة الدولة دون معاداة للدول الصديقة المانحة بشعارات تصادمية.
وتناولت المجموعة تحليل تصاعد ظاهرة الشعبوية في تونس منذ انتخابات 2019 التشريعية والرئاسية بفوز قيس سعيد بأغلبية ساحقة معتمدا خطاب غير اعتيادي يدعو الى النفور من الاحزاب السياسية المتواجدة في الحكم والمعارضة وتبني الاستقلالية عن الاحزاب واقتراح بديل سياسي جديد متأسس فعلا على السيادة الوطنية لكن بشكل آخر من الديمقراطية الا وهي ” الديمقراطية المباشرة”.
وقد لاقى الرئيس سعيد تفاعلا واعجابا من الشباب الثائر الذي سئم الوضع السياسي، وأصبح يبحث عن الغير مألوف عن الذي يشبههم حتى في خطاباتهم، وبالتالي اعتبر سعيد ملاذا ومفرا سياسيا “جديا” لمكافحة الفساد والنهوض بالوضع الاقتصادي والاجتماعي للبلاد خاصة بما تميز به خطابه من أفكار دينية ثابتة وأخرى يسارية اجتماعية.
أما بالنسبة للانتخابات التشريعية، فقد شهدت النتائج صعود تيارات شعبوية تنادي بالحفاظ عن السيادة الوطنية وتأميم الثروات ومقاومة الفقر والفساد على غرار حزب قلب تونس وائتلاف الكرامة المحافظ والمعادي لفرنسا وحركة الشعب القومية والحزب الدستوري الحر وخطابه الراديكالي.
ويذكر أن مجموعة الازمات الدولية هي منظمة دولية غير ربحية تهتم بدراسة الازمات في كل بلدان العالم للبحث أخيرا عن حلول لها.