ثقافة : كان لجمهور "كان" السينمائي موعدا مع الفيلم "بنات ألفة" للمخرجة كوثر بن هنية، اذ حظي الفيلم بتصفيق الجمهور وبإشادة النقاد .
كان لجمهور “كان” السينمائي موعدا مع الفيلم “بنات ألفة” للمخرجة كوثر بن هنية، اذ حظي الفيلم بتصفيق الجمهور وبإشادة النقاد .
قصة الفيلم تنطلق من “الفة “ وهي سيدة تونسية لها من البنات 4 اشتهرت قصتها عبر وسائل التواصل الاجتماعي مع موسم هجرة الشباب الذي التحق بالدواعش في سوريا والعراق، كانت حياة الفتيات الأربع حياة عادية وهنّ يعشن رغم حالة الفقر لكنهن سعيدات مع والدتهن ومن هذا الفقر دائما يدخل التطرف بكل مسميات فوقعت ابنتيها رحمة وغفران في قبضة التطرف وهنا أصبحت الأجواء العائلية كارثية وغابت الضحكات واللعب البريء وأصبح الهم الشاغل للأم كيف تستطيع تخليص بناتها من أنياب التطرف وإعادة الألفة إلى عائلتها، فكانت تتحدث بصوت عال عبر المحطات الفضائية وكانت صرخاتها أشبه بناقوس الخطر الذي يهدد جيل الشباب الباحث عن مخرج لأزمة بلاده السياسية.
رحبت الأم في بادئ الأمر بارتداء بناتها النقاب ولم تعارض كثيرا واعتبرت أن التحولات السريعة في تونس وتغيير المزاج العام في الشارع التونسي بسبب التغييرات والتطورات السياسية في تونس تستدعي الحذر والابتعاد عن مراكز التوتر في المدن التونسية، ولم تغب المواقف الكوميدية للممثلات الست في الفيلم بمن فيهن والدة المخرجة الحقيقية، وكانت ضحكات الجمهور في بعض مشاهد الفيلم رغم الوجع العائلي في الفيلم.
بنات ألفة قصة داخل قصة عرضتها المخرجة بن هنيّة وكشفت معاناة الأم مع الإرهاب واستطاعت أن تشرك المشاهد بخوض تجربتها التي باتت تهدد جيلا بأكمله، وبات حاجز الكاميرا مختفيا بين المتلقي ومخرجة الفيلم وأصبحنا نعيش في خندق واحد والعمل مع الأم لتخليص فلذات أكبادها من خطر التطرف.
الفيلم قصة حقيقية كتبتها وأخرجتها كوثر بن هنية وإنتاج حبيب عطية ونديم شيخ روحه، وبطولة هند صبري، وتم تصويره في تونس العام الماضي، وهو عبارة عن فيلم داخل فيلم مستمد من قصة حقيقية لسيدة اسمها ألفة لديها أربع بنات وكيف ترى المخرجة والمؤلفة حياة هذه السيدة سينمائيا بطريقة تجمع بين الوثائقي والدراما كأنه فيلم وثائقي عن الفيلم نفسه.
كوثر بن هنية مخرجة تونسية ولدت بسيدي بوزيد وتابعت دراستها في الإخراج السينمائي بمعهد الفنون والسينما في تونس العاصمة وفي جامعة “لا فيميس” بباريس والتحقت سنة 2005 بكلية كتابة السيناريو في المعهد نفسه في باريس وقدمت مجموعة من الأفلام الوثائقية والروائية منها فيلمها القصير الأول “أنا وأختي والشيء” كما لها خبرة في إخراج الفيلم الوثائقي وأخرجت “الأئمة يذهبون إلى المدرسة” 2010 وفيلم “على كف عفريت” 2017 وفيلم “شلاط تونس” 2014 وفيلم “زينب تكره الثلج” في 2016، ثم فيلمها “الرجل الذي باع ظهره” الحاصل على عدة جوائز عالمية ورشح لجوائز الأوسكار عام 2021.
المصدر : العربية