تونس الآن ادى رئيس الجمهورية قيس سعيد اليوم 11 ماي […]
تونس الآن
ادى رئيس الجمهورية قيس سعيد اليوم 11 ماي 2020 زيارة إلى المستشفى الميداني الذي تم تركيزه في قبلي للاطلاع على جاهزيته. وألقى بالمناسبة الكلمة التالية:
“اريد أن أتوجه بالشكر الجزيل والخالص لسمو أمير دولة قطر الذي استجاب بسرعة قياسية لتركيز هذا المستشفى الميداني..لم يتردوا لحظة واحدة في إقامة هذا المستشفى.
اود أيضا أن أتوجه بالشكر الجزيل لرجال الجيش على ما بذلوه في تركيز هذا المستشفى، تقريبا في أيام معدودات لم تتجاوز خمسة أيام بالرغم من عدم معرفتهم لبعض الآلات التي لم يعهدوا التعامل معها.
الشكر الجزيل لما يسمى المجتمع المدني ولكن هو المجتمع الفاعل الحقيقي التي يترجم إرادة المواطنين.. وتحدثت مع الكثيرين عن الوضع وحينما استمعت على نداءات الاستغاثة في عدد من وسائل الإعلام كان الواجب يقتضي أن أتدخل. لم اتدخل لا من موقع المنافسة والا المبارزة ولكن من موقع المسؤولية تجاه هذا الشعب ..الدستور ينص على العدل ومن حق كل تونسي …….مظاهر هذا العدل في كل أوجه الحياة بما في ذلك الصحة والصحة هي ليست من حقوق المواطن بل من حقوق الإنسان واجب أن تتوفر على قدم المساواة للجميع ، ليس من الحق أن يجد مواطن في مكان آخر كل الخدمات وتموت امراة منذ ثلاث سنوات وهي تبحث عن مكان في مستشفى لتضع وليدها فماتت او استشهدت ومعها وليدها.
الصحة هي الثروة الحقيقية ولا مجال لأن تكون الصحة بضاعة كسهم في شركة تجارية تتقاذفها المضاربات ..لهذا يجب أن يكون حقا متساويا. فكما يجد المواطن الرعاية الكاملة في بعض المناطق ولو في الواقع بالنسبة للمستشفيات العمومية الوضع لا يختلف كثيرا عن الشمال أو الجنوب أو عن أي مدينة أخرى ولكن من حقه أن يجد هذه الرعاية وعلى قدر المساواة
للأسف البعض في تونس يتحدث عن الحق في الحياة ولكن في نفس الوقت يسلبون الانسان أبسط مقومات الحياة ..سوف إنشاء الله نعمل وبدأنا نعمل على إقامة مدينة صحية أو استشفائية لتكون البداية في وسط تونس مع توفير مروحيات ربما للإسعاف.. وبدأت الدراسات منذ أشهر وانطلقت وبدأت المجسمات تقريبا في تجسيم هذا المشروع الكبير في انتظار إنشاء مدن صحية أخرى.
أنا هنا لأقول لكم إنني دائما على العهد وسنواصل إن شاء الله مشروعنا كاملا انطلاقا من نفس الثوابت ومن نفس القناعات حتى يتمكن التونسي من أن يعيش بكرامة في وطن محفوظ الكرامة في وطن حر تحفظ فيه حرية الانسان.
ليست الحرية تبادل السباب والشتائم بل هي مقارعة الحجة بالحجة والفكرة بالفكرة وأكبر مرض يمكن أن يصيب الإنسان هو إيمانه أنه يمتلك الحقيقة كما قال باسكال ..يمتلك الحقيقة.. الحقيقة هي عند الشعب ..الحقيقة هي من يقدر الشعب التعبير عن إرادته بكل حرية ويقد على أن يسحب الوكالة ممن خان الأمانة وخان الوكالة .
للأسف هذه النقاشات التي تدور اليوم حول النظام الداخلي، ما كان يندد به في الأعوام الستين وفي الأعوام السبعين والثمانين عادوا إليه في نفس المكان ..لو كان النائب مسؤولا أمام ناخبيه وكان بإمكان الناخب أن يسحب الثقة لما احتاج أصلا إلى مثل هذا الخرق الجسيم ، الخرق الذي يجسد مرضا دستوريا ومرضا سياسيا ربما أكثر م نهذه الجائحة التي انتشرت في كل انحاء العالم.
سوف نبقى معكم في كل مكان، كما قلت الأمر لا يتعلق بمبارزة ، الامر يتعلق بالاستجابة لمطالب المواطنين والمواطنات ..حقهم في الحياة، حقهم في الصحة، حقهم في التعليم وسنعمل على تحقيق ذلك إن شاء الله لأن هذه الحقوق م حقوق الإنسان من حقوقه الطبيعية نصت عليها الصكوك الدولية ونص عليها الدستور ولكن للأسف تركوها كما تركوا أحيانا المرضى كما تركوا الإنسان أحيانا فاقدا لإنسانيته في بعض المدن.
سأكون معكم دائما على العهد ..يقولون ليست هناك أموال، لست أريد أن يتحول الخطاب إلى حديث عن أموال ..تعلمون جديا المليارات التي ضُخت بمناسبة الانتخابات ..أين هذه المليارات وأين أموال الشعب التي نهبت على مدى عشرات السنين .
المصالحة التي يتحدثون عنها ليست مصالحة معهم بل يجب أن تكون مع الشعب التونسي وليسمع أطراف تحدد بنفسها من سيتصالح مع من أو من يبرم صفقة مع من.
سنواصل على نفس هذا الدرب لنصنع تاريخا جديدا معا ونحن قادرون على ذلك، وهذا مثال في ظرف أيام معدودات على اننا قادرون على أن نصنع ما لم يستطيعوا ولن يستطيعوا بسياستهم أن يصنعوه يعني في ظرف قصير ، في ظرف لا يكاد يُحسب ..الحمد لله تمت الاستجابة لمطالب المواطنين والمواطنات وسنعمل بكل جهد لنستجيب لمطال بالمواطنين في الشغل وفي الحرية وفي الكرامة الوطنية.
إن شاء الله يمر شهر رمضان المبارك ويهل هلال العيد ويذهب معه هذا الفيروس من تونس بعد أيام قليلة
أشكر أيضا إطارات وزارة الصحة ..الاطباء والإطار شبه الطبي والإداري يعلى ما بذلوه من عناية ، هم بالفعل طلائع ليسوا في قوات الجيش أو الشرطة ولكنهم طلائع شكرا على ما بذلوه وعلى ما يبذلونه من جهود ..
شكرا لكم نلتقي إن نشاء الله في ظروف أفضل لنبني معا ولنبني المستقبل الأفضل لشعب يمكن أن يصنع المعجزات لو مكنوه من الأدوات وهو قادر على ذلك ..البؤس الذي نعيشه اليوم لا يوازيه إلا البؤس السياسي وهو السبب فيه ولكن سنقضي إن شاء الله بنفس الإرادة على هذا البؤس الاقتصادي والاجتماعي وعلى البؤس السياسي الذي يستمر ويتقلب ويتلون بكل لون وتتغير التحالفات في بعض الأحيان بين الساعة والأخرى وليس في اليوم فقط..في كل نشرة أخبار نستمع عن الأموال المنهوبة ولا نراها..ونسمع عن التحالفات أو ما يشير إلى عقد تحالفات بي بعض الأطراف ..سنواصل على نفس النهج الذي بدأنا به حتى ترتقي مرتبة المواطن إلى مرتبة القرار..هذا هو نهجنا بالرغم من أن الوسائل القانونية محدودة ولكن إرادتكم غير محدودة، وصعودكم في التاريخ شاهق غير مسبوق..سنحترم الشرعية بطبيعة الحال ولكن الشرعية لكي تكون متلائمة مع إرادة الشعب يجب أن تكون مشروعة ، يجب أن كون معبرة عن إرادة عموم التونسيين والتونسيات عن إرادة صاحب السيادة وهو الشعب التونسي .
شكرا لكم مرة أخرى ونراكم بخير إن شاء الله “