بقلم: حافظ الغريبي لا أحد ينكر أن تعيينات النهضة في […]
بقلم: حافظ الغريبي
لا أحد ينكر أن تعيينات النهضة في مفاصل الدولة خلال العشر سنوات المنقضية كانت تحت شعار اللحية (لحية الغنوشي طبعا) وبعدد شعراتها …
وعندما انتخب قيس سعيد رئيسا وكان محدّد الصلاحيات ولا أقول “محدود الصلاحيات” كما يعتقد البعض أجاد استخدام صلاحياته لتسجيل النقاط في مرمى خصومه ففرض عددا من أعضاء حكومتي الفخفاخ والمشيشي حتى يكون شريكا فاعلا في تسيير الحكومة.. ثم عطّل تعيين من عوّضوهم وصادر القوانين التي لم يقبل بها بالامتناع عن ختمها.
وقد تواصل الأمر على امتداد سنة ونصف السنة لم يتوقف خلالها على كيل الاتهامات بالفساد للخصوم واتهامهم بتعيينهم الموالين لهم لقبر الملفات وخدمة الاجندات الحزبية.. إلى أن ضاق الشعب ذرعا بما حدث وخرج يوم 25 جويلية مباركا مبادرة الرئيس في القطع مع الماضي المؤلم أملا في بدء مرحلة جديدة تقوم على إنقاذ البلاد بالتعويل على الكفاءات والقطع مع الولاءات للحية الغنوشي.
وكما ورد بالمثل الروسي، اقتنع قيس سعيد ان الحكمة في الرأس وليس في اللحية فاختار أن يضحي باللحية على حد قول أحد الحكماء لإنقاذ الرأس، لكن اليوم وبعد مرور أكثر من 4 أشهر عن قرار تعليق نشاط البرلمان وأكثر من شهرين عن صدور المرسوم عدد 117 المنظم للسلط وبعد أن أصبح الرئيس صاحب النفوذ المطلق يبدو أنه اختار أن يجسم ما كان قد أعلنه وهو أن البلاد ليست في حاجة لكفاءات – قال أن الإدارة تعجّ بها- بل لحاملين للمشروع الذي اختاره الرئيس والذي نجهل كنهه لذلك تجد الولاء يغلب في تعيينات الرئيس التي لمسناه في الحكومة وبدأت اليوم تمس كذلك سلك الولاة في انتظار المعتمدين والجميع يعلم سلطة الوالي والمعتمد ودورهما في إدارة السلطة الجهوية والمحلية سيما والبلاد مقدمة على تحوّل هام وانتخابات متوقعة.
اليوم شاهدنا وقرأنا ما قيل عن الولاة الجدد ولم نشاهد دفاعا يذكر عنهم.. بما يجعلنا نقتنع أن تونس ما بعد 25 جويلية لا تختلف كثيرا عن تونس ما قبل 25 جويلية، فمنطق الولاء هو العملة الرئيسية المتداولة.
لقد احترقت لحية الغنوشي لكن نصيحتي لبقية أصحاب باتيندات الأحزاب هو ذاك المثل الفرنسي الذي يقول إذا رأيت لحية جارك تحترق بلل لحيتك.. أما شعب تونس العظيم فلا تنسوا ذاك المثل الشعبي القديم الذي يقول: “يا مبدّل لحية بلحية تشتاقهم الاثنين..” وحديثنا قياس.
حافظ الغريبي