اختار رئيس الجمهورية قيس سعيّد مساء الخميس 23 أفريل أن يجمع تمنياته للتونسيين بحسن قضاء شهر رمضان الفضيل مع تحذيره المتفائل من الوباء الذي يوشك أن ينصرف عن بلادنا لو أحسنّا مواصلة الاستجابة لمتطلبات التوقي من الفيروس باحترام الحجر الصحّي وحظر التجوّل ليلا. وقد ذكّر الرئيس بأنّ التأخير جاء مراعاة لحميمية العلاقة بين التونسي وشهر الصيام أن سيزداد التضامن في رمضان، لكنّ ذلك لا يعني ـ كما أكّد ـ أن نستهين بثوابت التعامل الحذر الحكيم مع الوباء.
ولم يغفل الرئيس عن رفع شأن ما دأبت عليه جيوش من أصحاب الأزياء البيضاء الذين ظلوا يصلون الليل بالنهار، ومن ورائهم جيوش من أعوان الأمن والجيش والديوانة والسجون وهم يتقاسمون اللقمة مع من يستحقونها. والشباب الذين يضحون من أجل المساهمة في ملحمة الأبطال التي اشترك فيها كل هؤلاء جميعا.
فالإرادة في التجاوز والعطاء غير المحدود والتضامن هي السبيل التي اتخذها التونسيون للتصدّي لما أطبق على العالم بأسره وأوشكوا على تجاوز الجائحة… فقط دفعة إضافية تكفي بالاستجابة لما يقوله المختصّون دون غيرهم حتى نحقق ما ضحينا من أجله: الخروج ببلادنا سالمة بسلامتنا.
وقال رئيس الجمهورية: ” لن يكون هذا الشهر كما عهدناه. فقواعد الدين بمقاصدها ومنها الحفاظ على النفس أهم من التقاليد، والإبقاء على الحجر الصحّي الشامل وحظر التجوّل أولى بالتقديم على التقاليد لأنّ الحفاظ على النفس البشرية أهمّ وأولى” ووعد الرئيس بإمكانية مراجعة الزمن المسموح به قبل الحظر إذا ثبت حسن التجاوب مع قواعد السلامة العامة، وإذا تراجع ضغط الجائحة علينا.
وفي خاتمة كلمته توجّه بتمنياته إلى التونسيين وغير التونسيين، في تونس وخارجها أن يكون شهر الصيام طالع خير عليهم وربما فرصة للتخلص من قبضة الفيروس