عندما بادر رئيس الجمهورية قيس سعيد باتخاذ جملة من الإجراءات […]
عندما بادر رئيس الجمهورية قيس سعيد باتخاذ جملة من الإجراءات يوم 25 جويلية 2021 لوضع حد لمهازل البرلمان استبشر الجميع بتلك القرارات..
وفي زخم المدّ الشعبي تحوّل حزب حركة النهضة المستهدف الأول مما حدث الى شبح حزب يستجدي الرحمة والعطف من رئيس الجمهورية بل تحوّل من خلال ما قرأناه من بياناته الى سجّاد مفروش أمام الرئيس يفسح له المجال لإتمام المهمة.
أما حزب قلب تونس فاختفت قياداته الى أن فوجئنا بالأخوين القروي يقعان في قبضة الأمن الجزائري ويودعان السجن بتهمة اجتياز الحدود التونسية الجزائرية خلسة.
في المقابل هللت كل الطبقة السياسية واستبشرت لما حدث وكانت تنتظر تصحيحا للمسار خلال الأيام التي تلت يوم الخامس والعشرين من جويلية غير أن الرئيس -ولاعتبارات لم نجد لها تعليلا-ماطل في إبقاء الحال على ما هو عليه وبالغ في تقييد حرية تنقل المواطنين الى ان تحوّل الأمر إلى قضية دولية.
قضية ما فتئت تكبر بعد اتخاذه تدابير استثنائية قننها في شكل المرسوم عدد 117 المؤرخ في 22 سبتمبر 2021 والذي كان بمثابة القطيعة بين ما كانت تطمح اليه الطبقة السياسية وما اختاره الرئيس.. والنتيجة أنه نجح في توحيد صفوف معارضيه وأعاد النهضة للحياة بعد ان انقسمت وتفتت فتعالت بياناتها الناقدة والمجرّحة لقيس سعيد التي نعتته بالانقلابي بعد ان كانت تخشاه أكثر مما تخشى يوم القيامة.
ولم يقف الأمر عند ذاك الحد فقد نجح قيس سعيد في مقاضاته للرئيس المؤقت السابق المنصف المرزوقي في إعادته للزعامة وهو الذي خرج مكسورا خائبا في انتخابات 2019 وقرر اعتزال السياسة بل وحوّله لأيقونة الدفاع عن الحريات والديموقراطية..
وحتى محمد عبو الذي اعتزل السياسة عاد اليها بقوة ومعه وجوه وأحزاب لا تساوي في المعادلة السياسية شيئا على غرار الحزب الجمهوري والقطب والتيار الشعبي وحزب الوطنيين الديموقراطيين أ غبار النسيان وتحوّلوا من رماد عظام الى أصوات مصطفة مع أو ضد الرئيس الذي إن نجح في شيء خلال الأشهر التي تلت الـ25 من جويلية فهي “براعته” في إحياء العظام وهي رميم ..
كل ما أتمناه هو أن تمتد هذه “البراعة” إلى الوضع الاقتصادي والمالي الرديء فتبعث فيه الروح من جديد.
حافظ الغريبي