أكد الرئيس قيس سعيّد مساء السبت 23 ماي في كلمة […]
أكد الرئيس قيس سعيّد مساء السبت 23 ماي في كلمة توجه بها إلى التونسيين بمناسبة عيد الفطر المبارك إنّ العيد في ظروف يعلمها القاصي والداني، ونجحت جهود محاصرة الجائحة بالتآلف والتكاتف بين تونسيي الداخل والخارج، وكان عطاؤهم غزيرا، وتضحياتهم كبيرة وخصوصا من كانوا في الصفوف الأمامية من رجالا ونساء وصلوا الليل بالنهار وبذلوا كل شيء من أجل حماية التونسيين وقد نجحوا في أغلب المراحل التي قطعناها معا.
وشدّد الرئيس على أنّ بعض التونسيين مازالوا يسحبون إلى الوراء والبعض كانوا يعملون ليحققوا بأنفسهم ما أرادوا لأنفسهم، وهناك من جبل على النفاق
وأشار إلى انّ هذا المجال ليس مجالا للرد على من في قلوب مرض، ونحن نستعدّ للاحتفال بعيد الفطر جعله الله يمنا وبركة وشفاء للجميع.
ولاحظ رئيس الدولة أ،ّ من كان ينتقل من مكان إلى مكان لإضرام النار في ممتلكات الغير فإنه سيكتوي بنفس النار التي أضرم.
ودعا رئيس الجمهورية قيس سعيد في خطاب تهنئة بعيد الفطر وجهه مساء السبت للشعب التونسي، الجميع إلى أن يتذكروا ان الدولة التونسية واحدة ولها رئيس واحد في الداخل والخارج على السواء.
واكد رئيس الدولة أن هناك هدفا اسمى واحدا هو حق كل مواطن في حياة تُحفظ فيها كرامته وحريته، مشددا على أن أموال الشعب المنهوبة يجب ان تعود إلى الشعب، وقال في هذا الصدد أنه تم إعداد تصور كامل لمشروع قانون كان تقدم به منذ سنوات.
وانتقد من وصفهم بأنهم “اعتكفوا لترتيب الأوضاع وتحقيق ما يراودهم من أضغاث الأحلام”، ملاحظا ان البعض لا يزال ” يحن إلى ما مضى والعودة الى الوراء، وآخرون يهيئون أنفسهم لأنفسهم بما يحلمون وبما يشتهون، والبعض الآخر للأسف دأبهم النفاق والرياء والكذب والافتراء”،حسب تعبيره.
واعتبر ان آخر ايام شهر رمضان ليست المجال للرد على هؤلاء ولكن من يستعد للفوضى، ويتنقل من مكان إلى مكان لإضرام النار في ممتلكات هذا الشعب، “سيكون بالتأكيد أول من سيحترق بألسنة لهيبها”.
من جهة أخرى تطرق الرئيس الى كلمته التي ألقاها مؤخرا في مدينة قبلي وقال أنه حين تم الحديث عن ضرورة أن تكون الشرعية مطابقة للمشروعية اعتبرها البعض ” محاولة للخروج عن القانون” ولاحظ في هذا الصدد ان ” البعض لا يستطيع التمييز بين المفهومين وأن هناك من لا يطيب له إلا العيش في فوضى الشارع، وفوضى المفاهيم، ولكن للدولة مؤسساتها وقوانينها وللمواطنين حقوقهم، وهي ليست مجال سجال أو سوقا للصفقات التي تبرم في الصباح وفي المساء”.
وذكر رئيس الدولة أن شهر رمضان المعظم مرّ هذا العام في “ظروف غير مسبوقة” لأسباب يعلمها الجميع، مشيرا إلى أن الوضع لم يكن سهلا وان الإجراءات التي تم اتخاذها لم تكن يسيرة، بل إن العقبات كانت في كل المستويات كثيرة، وان صعوبات جديدة، ظهرت أملت الظروف بعضها أو اقتضتها التبعات والتطورات والمراجعات.
وشدد على أنه تم تجاوز الكثير من هذه الصعوبات، تحقق بفضل إيمان الجميع بالتكاتف والتآلف في تونس ومن التونسيين خارج تونس الذين مدوا يد العون والمساعدة للجميع.
وحيا رئيس الدولة في هذا الصدد الأطباء والإطار شبه الطبي الذين قال انهم وصلوا الليل بالنهار ومازالوا ثابتين مستمرين مستميتين في مواجهة جائحة فيروس كورونا كما خص القوات المسلحة العسكرية وقوات الأمن في كل مكان أيضا بالشكر قائلا انها كانت تُقدّم النصح والتوجيه قبل تطبيق القانون، حسب تعبيره.
وأكد في هذا الصدد ان من حق التونسيين ان يفخروا و يعتزوا بهذه الدرجة من الشعور بالواجب والوعي العميق الدين مكنا من تجاوز العقبات وتذليلها .
واضاف رئيس الجمهورية ايضا ان خطاب الأزمة، كما هو مألوف، أداة من أدوات الحكم وكان يمكن الرد على من يفتعلون القضايا الوهمية ولكن الاختيار كان دائما هو الحرص على القيم الأخلاقية قبل الحرص على تطبيق القانون.
وقدّر سعيد ان الظروف والاولويات حالت دون تقديمه خلال الاشهر الماضية لمشاريع قوانين، ولكن تلك المبادرات ستُقدم حفاظا على العهد وان التطلع إلى المستقبل سيكون بنصوص جديدة “فيها تجديد”، حسب تعبيره
ورأى رئيس الجمهورية في خطابه أن أخطر أنواع الأوبئة والجوائح هي التي تصيب الأفكار والعقول قبل أن تصيب سائر أطراف الجسد وقال في هذا الصدد ” قد توضع الكمامات خوفا من العدوى ولكن أخطر أنواع الكمامات هي التي توضع في الشرعيات المزعومة لاعتقال الفكر وأسر العقل”.
واضاف القول “انه بعد محاصرة جائحة كورونا سننطلق في محاصرة كل الجوائح الأخرى، الطبيعية والمفتعلة، وذلك وفاء وثباتا على العهود، حسب قوله.
https://www.facebook.com/Presidence.tn/videos/2525697171027092/