الرياضة في العالم: بلغت منافسات كأس الملك سلمان للأندية العربية الابطال، الدور نصف النهائي، الذي تأهّلت له فرق الشباب والهلال والنصر السعودية
تونس الآن
بلغت منافسات كأس الملك سلمان للأندية العربية الابطال، الدور نصف النهائي، الذي تأهّلت له فرق الشباب والهلال والنصر السعودية، إلى جانب نادي الشرطة العراقي المتأهّل على حساب السد القطري.
أندية المملكة، لم تواجه أي صعوبات تذكر في التأهل للمربّع الذهبي ولولا القرعة التي وضعت اتحاد جدّة في مواجهة مواطنه الهلال لكانت كل أضلاع نصف النهائي سعودية بالكامل.
وأجمع أغلب المتابعين للشأن الرياضي في الوطن العربي، على أن قرعة البطولة، وتوقيتها، وطريقة إدارة المباريات تحكيميا لم تكن لتقود إلا لمثل النتائج لفائدة الأندية السعودية التي صرفت مبالغ طائلة ودفع بعضها لقاء جلب أحد النجوم ما تعجز عنه ميزانيات بقية المنافسين من خارج المملكة مجتمعة.
بنزيما، كريستيانو، كانتي، جوتا، ماني، ديلغادو، سافيتش، مو ادامز، رياض محرز.. والقائمة طويلة لنجوم عالميين لعبوا لحساب أقوى الفرق في العالم على غرار مانشستر سيتي وأرسنال وليفربول والبايرن وريال مدريد، نجدهم اليوم بأزياء الأندية السعودية ويتنافسون فيما بينهم في استعراض للقوة من أجل الظفر بلقب البطولة العربية التي لا تكفي عائداتها المالية لخلاص أجر شهري لأحد هؤلاء النجوم.
وخلال الموسم المنقضي مثلت صفقة انتقال كريستيانو رونالدو إلى الدوري السعودي براتب سنوي يصل إلى 200مليون يورو مفاجئة مدوّية لمتابعي الساحرة المستديرة، ووجّه كاميرات العالم إلى بطولة المملكة. ولاقت الصفقة نجاحا كبيرا ومتابعة استثنائية، جعلت صندوق الاستثمارات السعودي يستحوذ على “الأربعة الكبار” في الدوري المحلي الهلال والنصر والاتحاد والأهلي ويوظّف إمكانيات مالية هائلة لجلب عدد من النجوم العالميين لهذه الأندية وبمبالغ ضخمة تعجز عنها بقية الفرق العربية.
ومهما بلغت المنافسة بين الأندية المذكورة فإن المستفيد الأكبر هو مخططات الصندوق، ويبدو أن هذه الخطوة تأتي في إطار عملية مدروسة تسعى السعودية من خلالها إلى سرقة الأضواء من ملاعب العالم حتى يتسنى لها عبر كل هؤلاء النجوم فضلا عن إمكانياتها المالية الرهيبة والبنية التحتية المميّزة لملاعبها ومنشآتها الرياضية إقناع العالم بأهليتها لاحتضان منافسات كأس العالم 2030، الذي تطمح إلى استضافته على أراضيها.
هذا الطموح، وإن كان مشروعا للسعودية، إلا أنه قضى على روح المنافسة بين الأندية المشاركة في كأس الملك سلمان في دورتها الحالية، وجعل أغلبها خاصة منها أندية عرب إفريقيا تكتفي بالمشاركة في الدور الأوّل متكبدة هزائم أمام نجوم الرباعي السعودي، وغادرت منذ الدور الأوّل باستثناء الرجاء المغربي الذي لم يصمد كثيرا سرعان ما التحق بالبقية. لتغيب عن البطولة صبغتها العربية، وتنحصر المنافسة بين أولئك القادمين بمليارات الدولارات لدوري أوشن السعودي.
وأثارت عملية استقطاب الأندية السعودية للعديد من نجوم الدوريات الأوروبية موجة قلق وغضب عارمة في القارة العجوز حيث بدأ بعض رئساء الاتحادات الأوروبية يستشعرون الخطر.
ولم يخف غابرييلي غرافينا رئيس الاتحاد الإيطالي لكرة القدم قلقه من استمرار رحيل النجوم إلى الدوري السعودي وطالب فيفا بالتدخل لإيقاف ذلك.
وقال رئيس الاتحاد الإيطالي في مقابلة على قناة “سكاي سبورت“: “لقد اتخذنا خطوات مهمة لضمان المنافسة العادلة هنا في أوروبا، السعودية هي منطقة اختصاص فيفا ومن الصواب أن يبدأوا في إيجاد الطريقة المناسبة لإيقاف ما يحدث لأنه يولد تغييرا”.
حمزة حسناوي